التعريف اللغوي للصحبة والصحابة في كتب اللغة والمعاجم.

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن والاه، أما بعد:

فقد ذكرت كتب اللغة بأن الصحبة تدل على مقارنة شيء ومقاربته، ومن ذلك الصاحب، والجمع: الصحب؛ ومن الباب: أصحب فلان: إذا انقاد، وكل شيء لائم شيئاً فقد استصحبه (1) .
ويقال صحبه يصحبه صحبة بالضم، وصحابة بالفتح، وصاحبه:عاشره، والصاحب: المعاشر، والجمع: أصحاب، والصحابة بالفتح: الأصحاب (2) ؛ ويقال: استصحبه: أي دعاه إلى الصحبة ولازمه (3) ؛ وأصحب البعير والدابة: أي: انقادا، وأصحبت الناقة: أي: انقادت واسترسلت وتبعت صاحبها (4) .
(ولا خلاف بين أهل اللغة في أن القول (صحابي) مشتق من الصحبة، وأنه ليس مشتقاً من قدر منها مخصوص، بل هو جار على من صحب غيره قليلاً أو كثيراً، كما أن القول: مكلم، ومخاطب، وضارب مشتق من المكالمة، والمخاطبة، والضرب، وجار على كل من وقع منه ذلك قليلاً أو كثيراً؛ وكذلك جميع الأسماء المشتقة من الأفعال، وكذلك يقال: صحبت فلاناً حولاً ودهراً وسنةً وشهراً ويوماً وساعةً، فيوقع اسم المصاحبة بقليل ما يقع منها وكثيره، وذلك يوجب في حكم اللغة إجراء هذا على من صحب النبي صلى الله عليه وسلم ولو ساعة من نهار، هذا هو الأصل في اشتقاق الاسم) (5) .
وهذا يعني أن الصحبة في اللغة لا يشترط في إطلاقها أن تكون الملازمة بين الشيئين طويلة، بل يصح إطلاقها على كل من صحب غيره مهما كان مقدار الصحبة، لذلك قال السخاوي: (الصحابي لغة: يقع على من صحب أقل ما يطلق عليه اسم صحبة فضلاً عمن طالت صحبته وكثرت مجالسته)

الهامش:

(1) ينظر: ((مقاييس اللغة)) لابن فارس، (مادة صحب) (3/335)، ((مختار الصحاح)) للرازي (مادة صحب) (ص: 356).

(2) ينظر: ((لسان العرب)) لابن منظور (مادة صحب) (1/519).

(3) ترتيب ((القاموس المحيط)) للطاهر الزاوي (2/798).

(4) ينظر: ((لسان العرب)) (مادة صحب) (1/521)، ((النهاية)) لابن الأثير (3/11).

(5) ((الكفاية)) للخطيب (ص: 100)، وينظر: ((فتح المغيث)) للسخاوي (3/79-80).

(6) ((فتح المغيث)) للسخاوي (3/79).