أقوال السلف في التحذير من سب الصحابة رضي الله عنهم

يا أبا بكر ما تقول في الذين يَشتُمون أصحابَ رسول الله صلى الله عليه وسلم؟

 

قال أبو زُرعَة الرَّازِي:

(إِذا رأيتَ الرجلَ ينتقصُ أحداً من أصحابِ رسولِ الله صلى الله عليه وسلم فَاعلمْ أنَّه زنديقٌ؛ وذلك أنَّ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم عندنا حقٌّ، والقرآنَ حقٌّ، وإنَّما أدَّى إلينا هذا القرآنَ والسُّنَنَ أَصحابُ رسول الله صلى الله عليه وسلم، وإنَّما يريدون أنْ يجرحوا شهودَنا؛ ليُبطلوا الكتابَ والسنَّة، والجَرحُ بهم أولى، وهم زنادقةٌ)(5).

وقال عبدُالله بنُ مصعب بن ثابت بن عبدالله بن الزبير(6): (قال لي أمير المؤمنين [أي الخليفةُ العباسي المهدي]: يا أبا بكر ما تقول في الذين يَشتُمون أصحابَ رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ فقلت: زَنادِقةٌ يا أميرَ المؤمنين، قال: ما علمتُ أحداً قال هذا غيرُك، فكيف ذلك؟! قال: قلتُ: إِنما هم قومٌ أَرَادوا رسولَ الله صلى الله عليه وسلم، فلم يَجدوا أَحداً مِن الأُمَّة يُتابعهم على ذلك فيه، فشتموا أصحابَه، يا أميرَ المؤمنين، ما أقبحَ بالرجل أَن يَصحبَ صحابةَ السوء؛ فكأَنَّهم قالوا: رسولُ الله صلى الله عليه وسلم صَحِب صحابةَ السوء. فقال لي: ما أدري الأمر إلا كما قلت)(7).

 

الهامش:

(5) أخرجه الخطيب البغدادي بإسناده عن أبي زرعة في الكفاية 1/188 (104).
(6) هو عبدالله بن مصعب بن ثابت بن عبدالله بن الزبير بن العوام الأسدي، أبو بكر جد الزبير بن بكار القرشي البصري، ولي المدينة لهارون الرشيد أمير المؤمنين، وله أحاديث، مات بالرَّقَّة سنة 184هـ، وله 69سنة.
ينظر: الطبقات 5/434، الجرح 5/178(833)، تاريخ بغداد 10/173(5313)، الميزان 2/505(4609).
(7) أخرجه الزبير بن بكار في النسب، كما في تاريخ دمشق لابن عساكر 44/383، وتعجيل المنفعة 1/765، قال: حدثني عمي مصعب بن عبدالله، قال حدثني أبي عبدالله بن مصعب… الأثر.