هل زوجات النبي صلى الله عليه وسلم من آل بيته ؟

وهذا القول في الآل أعني أنهم الذين تحرم عليهم الصدقة هو منصوص الشافعي وأحمد والأكثرين

هل زوجات النبي صلى الله عليه وسلم من آل بيته ؟
ذكر الإمام ابن القيم في كتاب ” جلاء الأفهام في فضل الصلاة والسلام على محمد خير الأنام ” الخلاف في مسألة من هم آل بيت النبي صلى الله عليه وسلم .

وإليك ملخص الأقوال :
1 – هم الذين حرمت عليه الصدقة ، وفيهم ثلاثة أقوال للعلماء :
أحدها : أنهم بنو هاشم وبنو المطلب ، وهذا مذهب الشافعي وأحمد في رواية عنه .
والثاني : أنهم بنو هاشم خاصة ، وهذا مذهب أبي حنيفة ، والرواية الثانية عن أحمد ، واختيار ابن القاسم صاحب مالك .
والثالث : أنهم بنو هاشم ومن فوقهم إلى غالب ، فيدخل فيهم بنو المطلب وبنو أمية وبنو نوفل ومن فوقهم إلى بني غالب . وهذا اختيار أشهب من أصحاب مالك حكاه صاحب الجواهر عنه وحكاه اللخمي في التبصرة عن أصبغ ولم يحكه عن أشهب .

وهذا القول في الآل أعني أنهم الذين تحرم عليهم الصدقة هو منصوص الشافعي وأحمد والأكثرين وهو اختيار جمهور أصحاب أحمد والشافعي .
2 – أن آل النبي هم ذريته وأزواجه خاصة ، حكاه ابن عبد البر في التمهيد .
3 – أن آله اتباعه إلى يوم القيامة ، حكاه ابن عبد البر عن بعض أهل العلم ، وأقدم من روي عنه هذا القول جابر بن عبد الله رضي الله عنهما ذكره البيهقي عنه ورواه عنه سفيان الثوري وغيره واختاره بعض أصحاب الشافعي حكاه عنه أبو الطيب الطبري في تعليقه ورجحه الشيخ محيي الدين النواوي في شرح مسلم واختاره الأزهري .
4 – أن آله هم الأتقياء من أمته ، حكاه القاضي حسين والراغب وجماعة .ا.هـ.
وبعد أن ذكر الإمام ابن القيم الأربعة أقوال مع ذكر دليل كل قول ، ومناقشة كل دليل رجح بقوله ( ص337) : فهذا ما احتج به أصحاب كل قول من هذه الأقوال .
والصحيح هو القول الأول ، ويليه القول الثاني ، وأما الثالث والرابع فضعيفان .ا.هـ.
وقال ابن كثير في تفسيره (6410) لقوله تعالى : ” إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا ” [ الأحزاب :33] :
وهذا نص في دخول أزواج النبي صلى الله عليه وسلم في أهل البيت ههنا ؛ لأنهن سبب نزول هذه الآية ، وسبب النزول داخل فيه قولا واحدا ، إما وحده على قول أو مع غيره على الصحيح .ا.هـ.

وذكر ابن كثير جملة من الأحاديث والآثار في إثبات دخول زوجات النبي صلى الله عليه وسلم في آل بيته ، ثم قال بعد ذلك (6/415) :
ثم الذي لا يشك فيه من تدبر القرآن أن نساء النبي صلى الله عليه وسلم داخلات في قوله تعالى : ” إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا ” [ الأحزاب :33] ، فإن سياق الكلام معهن ؛ ولهذا قال تعالى بعد هذا كله : ” ‏وَاذْكُرْنَ مَا يُتْلَى فِي بُيُوتِكُنَّ مِنْ آيَاتِ اللَّهِ وَالْحِكْمَةِ ” [ الأحزاب :34] .ا.هـ.