ثناء علماء أهل السنة على عليّ بن أبي طالب رضي الله عنه

فقال: جعل رسول الله صلى الله عليه وسلم ثلاثة أيام ولياليهن للمسافر، ويوماً وليلة للمقيم}.

كلمات علماء السنة في الثناء على آل البيت مبثوثة في كتب التراجم والحديث، مما يكشف حبهم وولاؤهم لأعلام آل البيت، ومن ذلك ثناؤهم على عليّ بن أبي طالب رضي الله عنه،،

فقد روى مسلم في صحيحه (276) بإسناده إلى شريح بن هانئ قال: {أتيت عائشة أسألها عن المسح على الخفين، فقالت: عليك بابن أبي طالب فسله؛ فإنه كان يسافر مع رسول الله صلى الله عليه وسلم، فسألناه، فقال: جعل رسول الله صلى الله عليه وسلم ثلاثة أيام ولياليهن للمسافر، ويوماً وليلة للمقيم}.
وفي رواية له قالت: {ائت علياً؛ فإنه أعلم بذلك مني، فأتيت علياً، فذكر عن النبي صلى الله عليه وسلم. بمثله}.
وقال ابن عبد البر رحمه الله في الاستيعاب (3/ 51 حاشية الإصابة): (وقال أحمد بن حنبل وإسماعيل بن إسحاق القاضي: لم يرو في فضائل أحد من الصحابة بالأسانيد الحسان ما روي في فضائل علي بن أبي طالب، وكذلك أحمد بن شعيب بن علي النسائي رحمه الله).
وقال أيضاً (3/47): (وسئل الحسن بن أبي الحسن البصري عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه؟ فقال: كان علي والله! سهماً صائباً من مرامي الله على عدوه، ورباني هذه الأمة، وذا فضلها وذا سابقتها وذا قرابتها من رسول الله صلى الله عليه وسلم، لم يكن بالنومة عن أمر الله، ولا بالملومة في دين الله، ولا بالسروقة لمال الله، أعطى القرآن عزائمه، ففاز منه برياض مونقة، ذلك علي بن أبي طالب يا لكع!).
وقال أيضاً (3/52): (روى الأصم، عن عباس الدوري، عن يحيى بن معين أنه قال: خير هذه الأمة بعد نبينا: أبو بكر وعمر ثم عثمان ثم علي، هذا مذهبنا وقول أئمتنا).
وقال أيضا (3/65): (وروى أبو أحمد الزبيري وغيره عن مالك بن مغول، عن أكيل، عن الشعبي قال: قال لي علقمة: [[تدري ما مثل علي في هذه الأمة؟ قلت: وما مثله؟ قال: مثل عيسى بن مريم، أحبَّه قوم حتى هلكوا في حبِّه، وأبغضه قوم حتى هلكوا في بغضه]].
ومراد علقمة بالمشبَّه به اليهود والنصارى، وفي المشبه الخوارج والرافضة.
وقال أيضاً (3/33): (وأجمعوا على أنه صلَّى القبلتين وهاجر، وشهد بدراً والحديبية وسائر المشاهد، وأنه أبلى ببدر وبأحد وبالخندق وبخيبر بلاءً عظيماً، وأنه أغنى في تلك المشاهد، وقام فيها المقام الكريم، وكان لواء رسول الله صلى الله عليه وسلم بيده في مواطن كثيرة، وكان يوم بدر بيده على اختلاف في ذلك، ولما قتل مصعب بن عمير يوم أحد وكان اللواء بيده دفعه رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى علي رضي الله عنه).
وقال ابن تيمية رحمه الله في منهاج السنة (6/178): (و علي رضي الله عنه ما زالا -أي: أبو بكر وعمر – مكرمين له غاية الإكرام بكلِّ طريق، مقدِّمين له بل ولسائر بني هاشم على غيرهم في العطاء، مقدِّمين له في المرتبة والحرمة المحبة والموالاة والثناء والتعظيم، كما يفعلان بنظرائه، ويفضلانه بما فضله الله عز وجل به على من ليس مثله، ولم يعرف عنهما كلمة سوء في علي قط، بل ولا في أحد من بني هاشم) إلى أن قال: (وكذلك علي رضي الله عنه قد تواتر عنه من محبتهما وموالاتهما وتعظيمهما وتقديمهما على سائر الأمة ما يعلم به حاله في ذلك، ولم يعرف عنه قط كلمة سوء في حقهما، ولا أنه كان أحق بالأمر منهما، وهذا معروف عند من عرف الأخبار الثابتة المتواترة عند الخاصة والعامة، والمنقولة بأخبار الثقات).
وقال أيضاً (6/18): (وأما علي رضي الله عنه، فأهل السنة يحبونه ويتولونه، ويشهدون بأنه من الخلفاء الراشدين والأئمة المهديين).
وقال ابن حجر رحمه الله في التقريب: (علي بن أبي طالب بن عبد المطلب بن هاشم الهاشمي، حيدرة، أبو تراب، وأبو الحسنين، ابن عم رسول الله صلى الله عليه وسلم، وزوج ابنته، من السابقين الأولين، ورجح جمع أنه أول من أسلم، فهو سابق العرب، وهو أحد العشرة، مات في رمضان سنة أربعين، وهو يومئذ أفضل الأحياء من بني آدم بالأرض، بإجماع أهل السنة، وله ثلاث وستون سنة على الأرجح).
ولعلي بن أبي طالب رضي الله عنه من الولد خمسة عشر من الذكور، وثمان عشرة من الإناث، ذكر ذلك العامري في (الرياض المستطابة في جملة من روى في الصحيحين من الصحابة) (ص: 180)، ثم ذكرهم وذكر أمهاتهم، ثم قال: (والعقب من ولد علي كان في الحسن والحسين ومحمد وعمر والعباس).