ثناء علماء السنّة على عبد الله بن عبّاس الهاشمي رضي الله عنه

وفي الطبقات لابن سعد (2/369) عن سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه أنه قال: [[ما رأيت أحضر فهماً، ولا ألبَّ لباً، ولا أكثر علماً، ولا أوسع حلماً من ابن عباس، ولقد رأيت عمر بن الخطاب يدعوه للمعضلات]].

روى البخاري في صحيحه (4970) عن ابن عباس قال: [[كان عمر يدخلني مع أشياخ بدر، فكأن بعضهم وجد في نفسه، فقال: لم تدخل هذا معنا ولنا أبناء مثله؟ فقال عمر: إنه من حيث علمتم، فدعا ذات يوم فأدخله معهم، فما رئيت أنه دعاني إلا ليريهم، قال: ما تقولون في قول الله تعالى: ((إِذَا جَاءَ نَصْرُ اللَّهِ وَالْفَتْحُ)) [النصر:1]؟ فقال بعضهم: أُمِرنا نحمد الله ونستغفره إذا نصرنا وفتح علينا، وسكت بعضهم فلم يقل شيئاً، فقال لي: أكذاك تقول يا ابن عباس؟ فقلت: لا. قال: فما تقول؟ قلت: هو أَجَل رسول الله صلى الله عليه وسلم أعلَمَه له، قال: (((إِذَا جَاءَ نَصْرُ اللَّهِ وَالْفَتْحُ)) [النصر:1] , وذلك علامةُ أجَلك، ((فَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ وَاسْتَغْفِرْهُ إِنَّهُ كَانَ تَوَّاباً)) [النصر:3] فقال عمر: ما أعلم منها إلا ما تقول]].
وفي الطبقات لابن سعد (2/369) عن سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه أنه قال: [[ما رأيت أحضر فهماً، ولا ألبَّ لباً، ولا أكثر علماً، ولا أوسع حلماً من ابن عباس، ولقد رأيت عمر بن الخطاب ي犀利士
دعوه للمعضلات]].
وفيها أيضاً (2/370) عن طلحة بن عبيد الله أنه قال: [[لقد أعطي ابن عباس فهماً ولقناً وعلماً، ما كنت أرى عمر بن الخطاب يقدم عليه أحداً]].
وفيها أيضاً (2/370) عن جابر بن عبد الله رضي الله عنهما أنه قال حين بلغه موت ابن عباس -وصفق بإحدى يديه على الأخرى-: [[مات أعلم الناس، وأحلم الناس، ولقد أصيبت به هذه الأمة مصيبة لا تُرتق]].
وفيها أيضاً عن أبي بكر بن محمد بن عمرو بن حزم قال: [[لما مات ابن عباس قال رافع بن خديج: مات اليوم من كان يحتاج إليه من بين المشرق والمغرب في العلم]].
وفي الاستيعاب لابن عبد البر (2/344- 345) عن مجاهد أنه قال: [[ما سمعت فتيا أحسن من فتيا ابن عباس، إلا أن يقول قائل: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم]] وروي مثل هذا عن القاسم بن محمد).
وقال ابن كثير -رحمه الله- في البداية والنهاية (12/88): (وثبت عن عمر بن الخطاب أنه كان يُجلِسُ ابن عباس مع مشايخ الصحابة، ويقول: [[نعم ترجمان القرآن عبد الله بن عباس، وكان إذا أقبل يقول عمر: جاء فتى الكهول، وذو اللِّسان السَّئول، والقلب العقول]].