ثناء علماء السنّة على أم المؤمنين خديجة بنت خويلد رضي الله عنها

قال الذهبي في السير (2/109-110): (أم المؤمنين وسيدة نساء العالمين في زمانها... أم أولاد رسول الله صلى الله عليه وسلم -سوى إبراهيم -، وأول من آمن به وصدَّقه قبل كل أحد، وثبتت جأشه... ومناقبها جمَّة، وهي ممن كمل من النساء، كانت عاقلةً جليلةً ديِّنةً مصونة كريمة، من أهل الجنة، وكان النبي صلى الله عليه وسلم يثني عليها ويفضِّلها على سائر أمهات المؤمنين، ويبالغ في تعظيمها...

قال الذهبي في السير (2/109-110): (أم المؤمنين وسيدة نساء العالمين في زمانها… أم أولاد رسول الله صلى الله عليه وسلم -سوى إبراهيم -، وأول من آمن به وصدَّقه قبل كل أحد، وثبتت جأشه… ومناقبها جمَّة، وهي ممن كمل من النساء، كانت عاقلةً جليلةً ديِّنةً مصونة كريمة، من أهل الجنة، وكان النبي صلى الله عليه وسلم يثني عليها ويفضِّلها على سائر أمهات المؤمنين، ويبالغ في تعظيمها…
ومن كرامتها عليه صلى الله عليه وسلم أنها لم يتزوج امرأة قبلها، وجاءه منها عدة أولاد، ولم يتزوج عليها قط، ولا تسرى إلى أن قضت نحبها، فوجد لفقدها؛ فإنها كانت نعم القرين… وقد أمره الله أن يبشرها ببيت في الجنة من قصب، لا صخب فيه ولا نصب).
ومما قاله ابن القيم في جلاء الأفهام (ص:349) أن من خصائصها أن الله بعث إليها السلام مع جبريل عليه السلام، وقال: (وهذه لعمر الله خاصة لم تكن لسواها!).
وقال قبل ذلك: (ومنها -أي: من خصائصها-: أنَّها خير نساء الأمة، واختُلف في تفضيلها على عائشة رضي الله عنهما على ثلاثة أقوال: ثالثها: الوقف، وسألت شيخنا ابن تيمية رحمة الله عليه؟ فقال: اختص كلُّ واحدة منهما بخاصة، فخديجة كان تأثيرها في أول الإسلام، وكانت تسلِّي رسول الله صلى الله عليه وسلم وتثبِّته وتسكنه، وتبذل دونه مالها، فأدركت غرة الإسلام، واحتملتِ الأذى في الله تعالى وفي رسوله صلى الله عليه وسلم، وكانت نصرتها للرسول صلى الله عليه وسلم في أعظم أوقات الحاجة، فلها من النصرة والبذل ما ليس لغيرها، وعائشة رضي الله عنها تأثيرها في آخر الإسلام، فلها من التفقُّه في الدِّين وتبليغه إلى الأمَّة وانتفاع بنيها بما أدَّت إليهم من العلم ما ليس لغيرها، هذا معنى كلامه).
قال فيها الذهبي في السير (2/140): (… ولم يتزوج النبي صلى الله عليه وسلم بكراً غيرها، ولا أحبَّ امرأة حبها، ولا أعلم في أمَّة محمد صلى الله عليه وسلم -بل ولا في النساء مطلقاً- امرأةً أعلم منها).
وفي السير أيضاً (2/181) عن علي بن الأقمر قال: (كان مسروق إذا حدث عن عائشة قال: حدثتني الصديقة بنت الصديق، حبيبة حبيب الله، المبرأة من فوق سبع سماوات، فلم أكذبها).
وذكر ابن القيم في جلاء الأفهام (ص: 351- 355) جملة من خصائصها، ملخصها: (أنها كانت أحب الناس إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، وأنه لم يتزوَّج بكراً غيرها، وأن الوحي كان ينزل عليه وهو في لحافها، وأنه لما نزلت عليه آية التخيير بدأ بها، فخيَّرها، فاختارت الله ورسوله، واستن بها بقية أزواجه، وأن الله برأها بما رماها به أهل الإفك، وأنزل في عذرها وبراءتها وحياً يتلى في محاريب المسلمين وصلواتهم إلى يوم القيامة، وشهد لها بأنَّها من الطيِّبات، ووعدها المغفرة والرزق الكريم، ومع هذه المنزلة العلية تتواضع لله وتقول: [[ولشأني في نفسي أهون من أن ينزل الله فيَّ قرآناً يتلى]]، وأن أكابر الصحابة رضي الله عنهم إذا أشكل عليهم الأمر من الدين استفتوها، فيجدون علمه عندها، وأن رسول الله صلى الله عليه وسلم توفي في بيتها، وفي يومها، وبين سحرها ونحرها، ودفن في بيتها، وأن الملك أرى صورتها للنبي صلى الله عليه وسلم قبل أن يتزوجها في سرقة حرير، فقال: {إن يكن هذا من عند الله يمضه}، وأن الناس كانوا يتحرون بهداياهم يومها من رسول الله صلى الله عليه وسلم، فيتحفونه بما يحب في منزل أحب نسائه إليه رضي الله عنهم أجمعين).