جملة من الأحاديث الصحيحة والحسنة عن فاطمة رضي الله عنها ( ج 1 )

 

١ ــ عَنْ أَنَسٍ – رضي الله عنه – قَالَ: لَمَّا ثَقُلَ النَّبِيُّ – صلى الله عليه وسلم – جَعَلَ يَتَغَشَّاهُ، فَقَالَتْ فَاطِمَةُ – عليها السلام -: وَا كَرْبَ أَبَاهُ، فَقَالَ لَهَا: «لَيْسَ عَلَى أَبِيكِ كَرْبٌ بَعْدَ اليَوْمِ»، فَلَمَّا مَاتَ قَالَتْ: يَا أَبَتَاهُ، أَجَابَ رَبَّاً دَعَاهُ، يَا أَبَتَاهْ، مَنْ جَنَّةُ

 

الفِرْدَوْسِ مَأْوَاهْ، يَا أَبَتَاهْ إِلَى جِبْرِيلَ نَنْعَاهْ، فَلَمَّا دُفِنَ، قَالَتْ فَاطِمَةُ – عليها السلام -: يَا أَنَسُ أَطَابَتْ أَنْفُسُكُمْ أَنْ تَحْثُوا عَلَى رَسُولِ اللَّهِ – صلى الله عليه وسلم – التُّرَابَ.

 

أخرجه: البخاري.

 

٢ ــ عن عَائِشَةَ أُمِّ المُؤْمِنِيِنَ – رضي الله عنها -، قَالَتْ: إِنَّا كُنَّا أَزْوَاجَ النَّبِيِّ – صلى الله عليه وسلم – عِنْدَهُ جَمِيعَاً، لَمْ تُغَادَرْ مِنَّا وَاحِدَةٌ، فَأَقْبَلَتْ فَاطِمَةُ – عليها السلام – تَمْشِي، لَا وَاللَّهِ مَا تَخْفَى مِشْيَتُهَا مِنْ مِشْيَةِ رَسُولِ اللَّهِ – صلى الله عليه وسلم -، فَلَمَّا رَأَىهَا رَحَّبَ قَالَ: «مَرْحَبَاً بِابْنَتِي». ثُمَّ أَجْلَسَهَا عَنْ يَمِينِهِ أَوْ عَنْ شِمَالِهِ، ثُمَّ سَارَّهَا، فَبَكَتْ بُكَاءً شَدِيدَاً، فَلَمَّا رَأَى حُزْنَهَا سَارَّهَا الثَّانِيَةَ، فَإِذَا هِيَ تَضْحَكُ، فَقُلْتُ لَهَا أَنَا مِنْ بَيْنِ نِسَائِهِ: خَصَّكِ رَسُولُ اللَّهِ – صلى الله عليه وسلم – بِالسِّرِّ مِنْ بَيْنِنَا، ثُمَّ أَنْتِ تَبْكِينَ، فَلَمَّا قَامَ رَسُولُ اللَّهِ – صلى الله عليه وسلم – سَأَلْتُهَا: عَمَّا سَارَّكِ؟ قَالَتْ: مَا كُنْتُ لِأُفْشِيَ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ – صلى الله عليه وسلم – سِرَّهُ.

 

فَلَمَّا تُوُفِّيَ، قُلْتُ لَهَا: عَزَمْتُ عَلَيْكِ بِمَا لِي عَلَيْكِ مِنَ الحَقِّ لَمَا أَخْبَرْتِنِي.

 

قَالَتْ: أَمَّا الآنَ فَنَعَمْ، فَأَخْبَرَتْنِي، قَالَتْ: أَمَّا حِينَ سَارَّنِي فِي الأَمْرِ الأَوَّلِ، فَإِنَّهُ أَخْبَرَنِي: «أَنَّ جِبْرِيلَ كَانَ يُعَارِضُهُ بِالقُرْآنِ كُلَّ سَنَةٍ مَرَّةً، وَإِنَّهُ قَدْ عَارَضَنِي بِهِ العَامَ مَرَّتَيْنِ، وَلا أَرَى الأَجَلَ إِلَّا قَدِ اقْتَرَبَ، فَاتَّقِي اللهَ وَاصْبِرِي، فَإِنِّي نِعْمَ السَّلَفُ أَنَا لَكِ». قَالَتْ: فَبَكَيْتُ بُكَائِي الَّذِي رَأَيْتِ، فَلَمَّا رَأَى

 

جَزَعِي سَارَّنِي الثَّانِيَةَ، قَالَ: «يَا فَاطِمَةُ، أَلا تَرْضَيْنَ أَنْ تَكُونِي سَيِّدَةَ نِسَاءِ المُؤْمِنِينَ، أَوْ سَيِّدَةَ نِسَاءِ هَذِهِ الأُمَّةِ».

 

أخرجه: البخاري، ومسلم.

 

٣ ــ عن جعفر بن محمد، عن أبيه، قال: دخلنا على جابر بن عبداللَّهِ – رضي الله عنهما -. . . فذكر الحديث الطويل في حجة النبي – صلى الله عليه وسلم -، ولمَّا ذكَرَ أمْرَ النبيِّ – صلى الله عليه وسلم – أصحابَه ممن ليس معهم الهدي أنْ يحِلُّوا، ويجعلُوها عُمرةً، قال جابر: وقَدِم عليٌّ من اليَمَن بِبُدْنِ (١) النَّبيِّ – صلى الله عليه وسلم – فوجدَ فاطمةَ – رضي الله عنها – ممَّن حَلَّ، ولَبِسَتْ ثِيَاباً صبيغاً (٢)، واكتحَلَتْ، فأنكرَ ذلك عليها، فقالَت: إنَّ أبي أمرَني بهذا.

 

قال: فكان عليٌّ يقول بالعراق: فذهبتُ إلى رسُولِ اللَّهِ – صلى الله عليه وسلم – مُحرِّشَاً على فاطمة لِلَّذِي صَنعَتْ، مُستَفْتِياً لرسُولِ اللَّهِ – صلى الله عليه وسلم – فيما ذكَرَتْ عنْهُ، فأخبرتُهُ أني أنكَرتُ ذلك عليها، فقال – صلى الله عليه وسلم -: «صَدَقَتْ صَدَقَتْ، ماذا قلتَ حينَ فرضتَ الحج»؟

 

قال قلتُ: اللَّهم، إني أُهِلُّ بما أَهَلَّ بِهِ رسولُك، قال: «فإنَّ مَعيَ الهَدْيَ فلا تحِلَّ».

 

قال: فكان جماعةُ الهَدْي الذي قدِم به عليٌّ من اليَمَن، والذي أتى به

 

النبيُّ – صلى الله عليه وسلم – مئةً، قال: فحَلَّ النّاسُ كلُّهم وقَصَّرُوا، إلا النَّبيَّ – صلى الله عليه وسلم – ومَن كان معه هَدْيٌ الحديث». أخرجه: مسلم.

 

وعند النسائي، وأحمد: «صدَقَتْ صدَقَتْ صَدَقَتْ (ثلاثاً)، أنا أمرتُها به».

 

وعند أبي داوود، والنسائي من حديث البراء: قال عليٌّ: وجدتُ فاطمةَ قد نضحَتِ البيتَ بنضوح قال: فتخَطَّيتُه، قالت لي: «ما لَكَ؟ ! فإنَّ رسولَ اللَّه – صلى الله عليه وسلم – قد أمَرَ أصحابَه فأحلُّوا».