مقتل الحسين رضي الله عنه [ 9] (من قتل الحسين رضي الله عنه؟ )

مقتل الحسين رضي الله عنه [ 9] (من قتل الحسين رضي الله عنه؟ )

من قتل الحسين رضي الله عنه؟

قبل أن نتعرف على قتلة الحسين دعونا نرجع سنوات قليلة إلى علي والحسين مع شيعتهما:

شكاية آل البيت رضي الله عنهم من خذلان أهل الكوفة

1- علي رضي الله عنه:
يشتكي من شيعته (أهل الكوفة) فيقول: « ولقد أصبحت الأمم تخاف ظلم رعاتها، وأصبحت أخاف ظلم رعيتي. استنفرتكم للجهاد فلم تنفروا، وأسمعتكم فلم تسمعوا، ودعوتكم سرا وجهرا فلم تستجيبوا، ونصحت لكم فلم تقبلوا.
أشهود كغياب، وعبيد كأرباب! أتلوا عليكم الحكم فتنفرون منها، وأعظكم بالموعظة البالغة فتتفرقون عنها، وأحثكم على جهاد أهل البغي فما آتي على آخر القول حتى أراكم متفرقين أيادي سبا، ترجعون إلى مجالسكم، وتتخادعون عن مواعظكم، أقومكم غدوة، وترجعون إلي عشية كظهر الحية، عجز المقوم، وأعضل المقوم. أيها الشاهدة أبدانهم، الغائبة عقولهم، المختلفة أهواؤهم، المبتلى بهم أمراؤهم، صاحبكم يطيع الله وأنتم تعصونه، لوددت والله أن معاوية صارفني بكم صرف الدينار بالدرهم، فأخذ مني عشرة منكم وأعطاني رجلا منهم!

يا أهل الكوفة، منيت منكم بثلاث واثنتين: صم ذوو أسماع، وبكم ذوو كلام، وعمي ذوو أبصار، لا أحرار صدق عند اللقاء، ولا إخوان ثقة عند البلاء! تربت أيديكم يا أشباه الابل غاب عنها رعاتها! كلما جمعت من جانب تفرقت من آخر ».

وقال أيضا رضي الله عنه: « قاتلكم الله! لقد ملأتم قلبي قيحا، وشحنتم صدري غيظا، وجرعتموني نغب التهمام أنفاسا، وأفسدتم علي رأيي بالعصيان والخذلان ».

2- الحسن بن علي رضي الله عنه:

قال رضي الله عنه: « أرى والله معاوية خيرا لي من هؤلاء، يزعمون أنهم لي شيعة؛ ابتغوا قتلي، وانتهبوا ثقلي، وأخذوا مالي، والله لئن أخذ مني معاوية عهدا أحقن به دمي وأؤمن به في أهلي خير من أن يقتلوني، فيضيع أهل بيتي وأهلي، ولو قاتلت معاوية لأخذوا بعنقي حتى يدفعونني إليه سلما ».

وقال أيضا رضي الله عنه لشيعته: « يا أهل العراق إنه سخي بنفسي عنكم ثلاث: قتلكم أبي، وطعنكم إياي، وانتهابكم متاعي ».

* غدر أهل الكوفة وكونهم قتلة الحسين:
لقد نصح محمد بن علي بن أبي طالب المعروف بابن الحنفية أخاه الحسين رضي الله عنهم قائلا له: يا أخي إن أهل الكوفة قد عرفت غدرهم بأبيك وأخيك. وقد خفت أن يكون حالك كحال من مضى.
وقال الشاعر المعروف الفرزدق للحسين رضي الله عنه عندما سأله عن شيعته الذين هو بصدد القدوم إليهم: « قلوبهم معك وأسيافهم عليك والأمر ينزل من السماء والله يفعل ما يشاء ». فقال الحسين:
« صدقت لله الأمر، وكل يوم هو في شأن، فإن نزل القضاء بما نحب ونرضى فنحمد الله على نعمائه، وهو المستعان على أداء الشكر، وإن حال القضاء دون الرجاء فلم يبعد من كان الحق نيته والتقوى سريرته ».
وعندما خاطبهم الحسين رضي الله عنه أشار إلى سابقتهم و فعلتهم مع أبيه وأخيه في خطاب منه: « وإن لم تفعلوا ونقضتم عهدكم، وخلعتم بيعتي من أعناقكم، فلعمري ما هي لكم بنكر، لقد فعلتموها بأبي وأخي وابن عمي مسلم، والمغرور من اغتر بكم ».

3- علي بن الحسين المعروف بزين العابدين:

قال موبخا شيعته الذين خذلوا أباه وقتلوه قائلا: « أيها الناس نشدتكم بالله هل تعلمون أنكم كتبتم إلى أبي وخدعتموه، وأعطيتموه العهد والميثاق والبيعة وقاتلتموه وخذلتموه، فتبا لما قدمتم لأنفسكم، وسوأة لرأيكم، بأية عين تنظرون إلى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم إذ يقول لكم: « قتلتم عترتي وانتهكتم حرمتي فلستم من أمتي ». فارتفعت أصوات النساء بالبكاء من كل ناحية، وقال بعضهم لبعض: هلكتم وما تعلمون. فقال عليه السلام: « رحم الله امرءا قبل نصيحتي، وحفظ وصيتي في الله ورسوله وأهل بيته فإن لنا في رسول الله أسوة حسنة. فقالوا بأجمعهم: نحن كلنا سامعون مطيعون حافظون لذمامك غير زاهدين فيك ولا راغبين عنك، فمرنا بأمرك يرحمك الله، فإنا حرب لحربك، وسلم لسلمك، لنأخذن يزيد ونبرأ ممن ظلمك وظلمنا، فقال عليه السلام: هيهات هيهات أيها الغدرة المكرة حيل بينكم وبين شهوات أنفسكم، أتريدون أن تأتوا إلي كما أتيتم آبائي من قبل؟ كلا ورب الراقصات فإن الجرح لما يندمل، قتل أبي بالأمس وأهل بيته معه، ولم ينسني ثكل رسول الله صلى الله عليه وسلم وآله وثكل أبي وبني أبي ووجده بين لهاتي ومرارته بين حناجري وحلقي وغصته تجري في فراش صدري ».