أم المؤمنين (سَودة بنت زَمْعة) رضي الله عنها
سَودة بنت زَمْعة بن قيس بن عبد شمس بن عبد وُدّ بن نصر بن مالك بن حِسْل بن عامر بن لؤي بن غالب بن فهر، وأمها الشموس بنت زيد بن عمرو الأنصارية. كانت قبل زواجها بالنبي ﷺ زوجةً للسكران بن عمرو، وقد روت عن النبي ﷺ، وروى عنها كلٌّ من عبد الله بن عباس ويحيى بن عبد الله بن عبد الرحمن بن سعد بن زرارة.
أسلمت بمكة قديماً وهاجرت مع زوجها إلى الحبشة في الهجرة الثانية، ثم توفي زوجها هناك (1). وهي أوّل امرأةٍ تزوّجها رسول الله ﷺ بعد خديجة رضي الله عنها، وكان ذلك بمكة، وظلّت معه نحو أربع سنين منفردةً به، وهي سيدة جليلة نبيلة. وتُوفّيت في آخر خلافة عمر بن الخطاب رضي الله عنه.
ومن مناقبها:
1- حرصها على البقاء في عصمة النبي ﷺ حيث وهبت سَودة يومها من النبي ﷺ لعائشة تقرّبًا إلى رسول الله وحبًّا له، رغبةً في أن تكون من زوجاته في الجنة.
وقد ذكر ابن سعد أن سودة قالت للنبي ﷺ: «أنشدك بالله، أما راجعتني وقد كبرتُ ولا حاجة لي في الرجال، ولكني أحب أن أبعث في نسائك يوم القيامة»، فراجعها النبي ﷺ (2).
وروى البخاري عن عائشة رضي الله عنها: «أنَّ سودة بنت زَمْعة وهبت يومها لعائشة، وكان النبي ﷺ يقسم لعائشة بيومها ويوم سودة» (3).
2- اقتداء أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها بها، فقد روت عائشة رضي الله عنها: «ما رأيتُ امرأةً أحبَّ إليَّ أن أكون في مِسلاخها (4) من سَودة بنت زَمْعة» (5).
المراجع
(1) ابن حجر العسقلاني، تهذيب التهذيب، 12/455.
(2) ابن سعد، الطبقات الكبرى، 8/45 (بتصرف).
(3) صحيح البخاري، كتاب النكاح، باب المرأة تهب يومها من زوجها لضرتها، رقم (5212).
(4) في «مِسلاخها» بكسر الميم، أي في جلدها؛ والمراد أن تكون نظيرتها في كل شيء.
(5) صحيح مسلم، كتاب النكاح، باب جواز هبتها نوبتها لضرتها، رقم (1463).