أم المؤمنين (عائشة بنت أبي بكر الصديق) رضي الله عنها وأرضاها
عائشة بنت أبي بكر الصديق، واسمه عبد الله بن عثمان التيمي القُرشي، وتُكنّى بأم عبد الله؛ إذ سألت النبي ﷺ أن يلقّبها بكنية، فقال: «اكتني بابن أختك»، فاختارت كنية أم عبد الله، وهو عبد الله بن الزبير بن العوام ابن أختها أسماء بنت أبي بكر رضي الله عنهم جميعًا. أمها أم رومان بنت عويمر الكنانية. وُلدت بعد البعثة النبوية بأربع سنوات، وتزوجها رسول الله ﷺ وهي بنت ست سنين، ودخل بها وهي بنت تسع، ولم يتزوج بكراً غيرها، وكانت أحب أزواجه إليه بعد خديجة، وأفقه نساء الأمة؛ إذ كان أكابر الصحابة يستفتونها في المسائل الكبرى (1).
توفي عنها رسول الله ﷺ وهي في الثامنة عشرة من عمرها، وكانت وفاتها في السابع عشر من رمضان سنة 58 هـ، وصلى عليها أبو هريرة رضي الله عنه، ودُفنت في البقيع.
من مناقبها وفضائلها رضي الله عنها:
1- محبة النبي ﷺ لها، فقد كانت أحب أزواجه إليه بعد خديجة؛ فقد روى البخاري عن عمرو بن العاص رضي الله عنه قال: «أن النبي ﷺ بعثه على جيش ذات السلاسل، فقلت: أي الناس أحب إليك؟ قال: عائشة. فقلت: فمن الرجال؟ قال: أبوها» (2).
2- بشارة زواجها من السماء، فقد جاء جبريل عليه السلام بصورتها إلى الرسول ﷺ في قطعة حرير قبل زواجها، فقد قالت: «أُريتُك في المنام ثلاث ليالٍ جاءني بك الملك في سرقة من حرير فيقول: هذه امرأتك، فأكشف عن وجهك فإذا أنتِ هي، فأقول: إن يكن هذا من عند الله يُمضه» (3).
3- روى البخاري عن عائشة رضي الله عنها: قال رسول الله ﷺ يوماً: «يا عائشة، هذا جبريل يقرئكِ السلام»، فقلت: «وعليه السلام ورحمة الله وبركاته» (4).
4- نزول الوحي في بيتها، قال رسول الله ﷺ: «يا أم سلمة، لا تؤذيني في عائشة، فإنه والله ما نزل عليَّ الوحي في لحاف امرأة منكن غيرها» (5).
5- أول من خُيّرت بين الدنيا والآخرة، فعندما نزلت آية التخيير: ﴿يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُلْ لِأَزْوَاجِكَ…﴾ [الأحزاب: 28-29]، اختارت رسول الله ﷺ من غير أن تستشير والديها، فاقتدت بها بقية أمهات المؤمنين (6).
6- نزول آيات بسببها، فمن ذلك آيات الإفك التي برّأها الله فيها: ﴿إِنَّ الَّذِينَ جَاءُوا بِالْإِفْكِ…﴾ إلى قوله: ﴿الْخَبِيثَاتُ لِلْخَبِيثِينَ…﴾ [النور: 11–26].
كما كان سببًا في نزول آية التيمم، حين فقدت قلادتها في إحدى الأسفار، فصلّى الناس بغير وضوء، فنزلت آية التيمم رحمة بالأمة (7).
7- وفاته ﷺ في بيتها، فقد حرص النبي ﷺ أن يُمرَّض في بيتها، فكانت وفاته بين سحرها ونحرها في يومها، وجمع الله ريقيهما في آخر ساعة له من الدنيا، ودُفن في حجرتها (8).
8- البشارة بالجنة، فقد روى البخاري أن ابن عباس رضي الله عنهما قال لها عند مرضها: «يا أم المؤمنين، تقدمين على فرط صدق، على رسول الله ﷺ وعلى أبي بكر» (9). كما روى الترمذي عن عمار بن ياسر رضي الله عنه قوله: «هي زوجته في الدنيا والآخرة» (10).
المراجع:
(1) انظر: بدر الدين الزركشي، الإجابة لإيراد ما استدركته عائشة على الصحابة.
(2) صحيح البخاري، كتاب المغازي، باب غزوة ذات السلاسل، رقم (4358).
(3) صحيح مسلم، كتاب فضائل الصحابة، باب فضائل عائشة أم المؤمنين، رقم (2438).
(4) صحيح البخاري، كتاب فضائل الصحابة، باب فضل عائشة، رقم (3768).
(5) صحيح البخاري، كتاب فضائل الصحابة، باب فضل عائشة، رقم (3775).
(6) صحيح البخاري، كتاب التفسير، رقم (4786).
(7) صحيح البخاري، كتاب فضائل الصحابة، باب فضل عائشة، رقم (3773).
(8) صحيح البخاري، كتاب المغازي، باب مرض النبي ووفاته، رقم (4438).
(9) صحيح البخاري، كتاب فضائل الصحابة، رقم (3771).
(10) جامع الترمذي، باب من فضل عائشة، رقم (3889).