موقف سعد بن عبادة رضي الله عنه من بيعة أبي بكر الصديق رضي الله عنه
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن وآلاه، أما بعد:
فقد أثار المخالفون شكوكا حول موقف سعد بن عبادة من بيعة الصديق رضي الله عنه، ذلك أنه سيّد في قومه، والأنصار هم أهل الأرض (المدينة المنورّة)، وكانوا يتشاورون فيمن يخلف رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم حتى لا تدخل المدينة في حال فوضى بعد وفاته صلى الله عليه وسلم.
فقد أخرج الإمام أحمد في مسنده بسنده:
(توفي رسول الله صلى الله عليه وسلم وأبو بكر في طائفة من المدينة، قال: فجاء فكشف عن وجهه فقبله، وقال: فدى لك أبي وأمي، ما أطيبك حيا وميتا، مات محمد صلى الله عليه وسلم، ورب الكعبة … فذكر الحديث.
قال: فانطلق أبو بكر وعمر يتقاودان حتى أتوهم، فتكلم أبو بكر، ولم يترك شيئا أنزل في الأنصار ولا ذكره رسول الله صلى الله عليه وسلم من شأنهم، إلا وذكره، وقال: ولقد علمتم أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ” لو سلك الناس واديا، وسلكت الأنصار واديا، سلكت وادي الأنصار “.
ولقد علمت يا سعد أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال، وأنت قاعد: ” قريش ولاة هذا الأمر، فبر الناس تبع لبرهم، وفاجرهم تبع لفاجرهم “.
قال: فقال له سعد: صدقت، نحن الوزراء، وأنتم الأمراء).
وفي هذا الخبر بيان واضح من سعد بن عبادة، بالتأكيد على كلام أبي بكر رضي الله عنه.
وذلك بقوله: (صدقت، نحن الوزراء، وأنتم الأمراء)، وحصل التوافق التام، والتصديق من قبله لما أفاده الصديق رضي الله عنه.
وهذه الرواية جاءت بسند صحيح مرسل، وهي أقوى بكثير من رواية ذلك الكذاب أبي مخنف الذي روى مثالب الصحابة رضي الله عنهم.