من فضائل أبي بكر الصديق رضي الله عنه وعلمه وملازمته للنبيّ صلى الله عليه وسلّم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسوا الله، وعلى آله وصحبه ومن وآلاه، أما بعد:
فمن فضائل أبي بكر الصديق رضي الله عنه ما نقله أبو هريرة رضي الله عنه: قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: « من أنفق زوجين من شيء من الأشياء في سبيل الله دعي من أبواب -يعني الجنة-: (يا عبد الله! هذا خير). فمن كان من أهل الصلاة دعي من باب الصلاة، ومن كان من أهل الجهاد دعي من باب الجهاد، ومن كان من أهل الصدقة دعي من باب الصدقة، ومن كان من أهل الصيام دعي من باب الصيام وباب الريان ».
فقال أبو بكر: ما على هذا الذي يدعى من تلك الأبواب من ضرورة. وقال: هل يدعى منها كلها أحد يا رسول الله؟
قال صلى الله عليه وسلم: « نعم، وأرجو أن تكون منهم يا أبا بكر ».
وعن أنس بن مالك رضي الله عنه؛ أن النبي صلى الله عليه وسلم صعد أحدا وأبو بكر وعمر وعثمان، فرجف بهم، فقال صلى الله عليه وسلم: « اثبت أحد؛ فإنما عليك نبي وصديق وشهيدان ».
وعن عمرو بن العاص رضي الله عنه؛ أن النبي صلى الله عليه وسلم بعثه على جيش (ذات السلاسل)، فأتيته، فقلت: أي الناس أحب إليك؟
قال صلى الله عليه وسلم: « عائشة ». فقلت: من الرجال؟
فقال صلى الله عليه وسلم: « أبوها ». قلت: ثم من؟
قال صلى الله عليه وسلم: « ثم عمر بن الخطاب ». فعد رجالا.
* علمه:
عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال: خطب رسول الله صلى الله عليه وسلم الناس، وقال: « إن الله خير عبدا بين الدنيا وبين ما عنده، فاختار ذلك العبد ما عند الله ».
قال: فبكى أبو بكر، فعجبنا لبكائه أن يخبر رسول الله صلى الله عليه وسلم عن عبد خير! فكان رسول الله صلى الله عليه وسلم هو المخير، وكان أبو بكر أعلمنا.
فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: « إن من أمن الناس علي في صحبته وماله أبا بكر، ولو كنت متخذا خليلا غير ربي لاتخذت أبا بكر، ولكن أخوة الإسلام ومودته، لا يبقين في المسجد باب إلا سد، إلا باب أبي بكر ».
* ملازمته للنبي صلى الله عليه وسلم:
عن عروة بن الزبير قال: سألت عبد الله بن عمرو عن أشد ما صنع المشركون برسول الله صلى الله عليه وسلم؟ قال: رأيت عقبة بن أبي معيط جاء إلى النبي صلى الله عليه وسلم وهو يصلي، فوضع رداء في عنقه فخنقه بها خنقا شديدا، فجاء أبو بكر حتى دفعه عنه صلى الله عليه وسلم، فقال [أتقتلون رجلا أن يقول ربي الله وقد جاءكم بالبينات من ربكم].