دفاع أبي بكر الصديق رضي الله عنه عن الإسلام بعد وفاة رسول الله صلى الله عليه وسلم

حين ادعى النبوة (الأسود العنسي) وخرج في سبعمائة مقاتل زمن رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقصد صنعاء وغلب عليها، واستوثقت اليمن بكمالها له، وجعل أمره يستطير استطارة الشرارة، واستغلظ أمره وارتد خلق من أهل اليمن، وتوفي رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو على ذلك.
وقد قتله فيروز الديلمي زمن أبي بكر الصديق، وكان الأسود نائما سكران، فضربه ضربة بالسيف، فخار كأشد خوار ثور سمع قط، فابتدر الحرس إلى المقصورة فقالوا:
ما هذا؟ ما هذا؟
فقالت زوجته (وكانت امرأة صالحة): النبي يوحى إليه فرجعوا.
فاجتمع المسلمون والكافرون الذين لم يتابعوه حول الحصن الذي فيه الأسود العنسي، فنادى منادي المسلمين:
أشهد أن محمدا رسول الله صلى الله عليه وسلم وأن عبهلة كذاب.
وألقى إليهم رأسه، فانهزم أصحاب الأسود وتبعهم الناس يأخذونهم في كل طريق.
وكان طليحة الأسدي قد ارتد في حياة النبي صلى الله عليه وسلم، فلما مات رسول الله صلى الله عليه وسلم ارتد عيينة بن حصن عن الإسلام وقام بمؤازرته، وقال لقومه:
(والله لنبي من بني أسد أحب إلي من نبي من بني هاشم. وقد مات محمد وهذا طليحة فاتبعوه). فوافق قومه بنو فزارة على ذلك.
فلما كسرهم خالد بن الوليد، هرب طليحة بامرأته إلى الشام، ثم رجع بعد ذلك إلى الإسلام، وذهب إلى مكة معتمرا زمن الصديق، واستحيى أن يواجه الصديق مدة حياته، ورجع فشهد القتال مع خالد في اليرموك وغيرها.