قتال أبي بكر الصديق رضي الله عنه للمرتدّين

عزم أبو بكر على قتال المرتدين ومانعي الزكاة، وقد تكلم الصحابة مع الصديق في هذا، وطلبوا منه أن يترك قتال المرتدين خوفا على المدينة وأهلها فأبى، وكلموه أن يترك مانعي الزكاة وما هم عليه من منع الزكاة ويتألفهم حتى يتمكن الإسلام في قلوبهم، ثم هم بعد ذلك يزكون، فامتنع الصديق من ذلك وأباه، وعن أبي هريرة؛ أن عمر بن الخطاب قال لأبي بكر: كيف تقاتل الناس وقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: « أمرت أن أقاتل الناس حتى يقولوا لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله، فإذا قالوها عصموا مني دماءهم وأموالهم، إلا بحقها؟ » فقال أبو بكر والله لو منعوني عناقا -وفي رواية: عقالا(2)- كانوا يؤدونه إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم لأقاتلنهم على منعها؛ إن الزكاة حق المال. والله لأقاتلن من فرق بين الصلاة والزكاة. قال عمر: فوالله ما هو إلا أن رأيت الله قد شرح صدر أبي بكر للقتال؛ فعرفت أنه الحق.

قلت: وقد قال الله تعالى: [فإذا انسلخ الأشهر الحرم فاقتلوا المشركين حيث وجدتموهم وخذوهم واحصروهم واقعدوا لهم كل مرصد فإن تابوا وأقاموا الصلاة وآتوا الزكاة فخلوا سبيلهم إن الله غفور رحيم] {التوبة: 5}.
* ولقد ارتد كثير من العرب عند وفاة رسول الله صلى الله عليه وسلم:
– فارتدت أسد وغطفان وعليهم طليحة الأسدي.
– وارتدت كندة ومن يليها وعليهم الأشعث بن قيس الكندي.
– وارتدت مذحج ومن يليها وعليهم الأسود العنسي.
– وارتدت بنو حنيفة وعليهم مسيلمة الكذاب.
– وارتدت سليم وعليهم الفجاءة.
– وارتدت بنو تميم مع سجاح التغلبية.
– وهناك من منع الزكاة ولم يرتد حتى قال قائلهم:
أطعنا رسول الله ما كان وسطنا … فيا لعباد الله ما بال أبي بكر
أيورثها بكرا إذا مات بعده … وتلك لعمر الله قاصمة الظهر
– وعقد أبو بكر الصديق لخالد بن الوليد الراية، وأمره بطليحة بن خويلد الأسدي، فإذا فرغ منه سار إلى مالك بن نويرة بالبطاح إن أقام له.
– وعقد لعكرمة بن أبي جهل وأمره بمسيلمة الكذاب، ثم أتبعه
بشرحبيل بن حسنة في أثره.
– وعقد لخالد بن سعيد بن العاص إلى مشارف الشام.
– وعقد لعمرو بن العاص إلى قضاعة ووديعة والحارث.
– وعقد للعلاء بن الحضرمي وأمره بالبحرين.
– وعقد لحذيفة بن محصن الغطفاني وأمره بأهل دبا وبعرفجة وهرثمة.
– ولطرفة بن حاجب وأمره ببني سليم ومن معهم من هوازن.
ولسويد بن مقرن وأمره بتهامة اليمن.