نقد دعوى الطاعنين على عمر بن الخطاب رضي الله عنه موقفه من فدك
نقد دعوى الطاعنين على عمر بن الخطاب رضي الله عنه موقفه من فدك
يكرر بعض الطاعنين على عمر بن الخطابادعاءات لا أصل لها، منها ما زعموه من أن فاطمة رضي الله عنها طالبته بفدك، وأنه أحرق كتابًا كتبه لها أبو بكر رضي الله عنه برد فدك، ودعوا أنها دعت عليه فكان مقتله على يد أبي لؤلؤة المجوسي استجابة لدعائها. كما زعموا أنه عطّل الحدود، وميّز بعض أزواج النبي ﷺ في العطاء، وغير أحكام النفي، وكان قليل الفقه.
تفنيد الادعاء
أولًا: هذه الرواية مكذوبة بالإجماع، لا يُعرف لها سند صحيح، ولا ذكرها أحد من أئمة الحديث أو أهل العلم. فأبو بكر رضي الله عنه لم يكتب فدك لأحد، لا لفاطمة ولا لغيرها، وما روي عن ذلك فهو من الكذب المحض.
أما دعوى أن فاطمة رضي الله عنها دعت على عمر، فهي باطلة ومجرد اختلاق، ولا توجد رواية صحيحة تثبتها، بل هي من الأكاذيب المفضوحة التي يروجها أعداء الصحابة.
حول مقتل عمر رضي الله عنه
أما مقتل عمر رضي الله عنه على يد أبي لؤلؤة المجوسي، فذلك كان بعد وفاة فاطمة رضي الله عنها بستة أشهر على أقل تقدير، فكيف يصح القول إن مقتله كان استجابة لدعائها؟!
والأعجب من ذلك: أن مَن يُقتل على يد كافر يُعد شهيدًا، وهي كرامة لا مذمة، وقد ثبت أن النبي ﷺ كان يدعو لبعض أصحابه بالشهادة، فيموتون على ذلك، كما في حديث عامر بن الأكوع، حين قال النبي ﷺ:
“غفر الله لك”، فقال بعض الصحابة: “يا رسول الله، لو أمتعتنا به!”، فكانت دعوة النبي له سببًا في استشهاده.
فلو كانت دعوة فاطمة (على فرض صحتها وهي غير صحيحة) سببًا في مقتل عمر على يد كافر، فإنما هو رفعة له لا عقوبة عليه، بل هو من أعظم الشهداء.
موقف عمر من فدك وأهل بيت النبي ﷺ
من أبطل ما يُقال: أن عمر رضي الله عنه كان له غرض في فدك أو حرمان أهل بيت النبي ﷺ منها. فهو لم يأخذها لنفسه ولا لأحد من أهله أو قرابته، بل كان من أحرص الناس على توقير أهل بيت النبي ﷺ وتقديمهم بالعطاء والفضل.
عندما أنشأ الديوان، وأرادوا أن يبدؤوا باسمه في ترتيب العطاء، قال:
“ابدؤوا بأقارب رسول الله ﷺ”.
فبدأوا ببني هاشم، وضم إليهم بني المطلب، لأن النبي ﷺ قال:
“إنما بنو هاشم وبنو المطلب شيء واحد”.
وقد قدم العباس وعليًا والحسن والحسين رضي الله عنهم، وفرض لهم من العطاء أكثر مما فرض لنظرائهم. حتى إنه قدم أسامة بن زيد على ابنه عبد الله، وقال له:
“إنه كان أحب إلى رسول الله منك، وكان أبوه أحب إلى رسول الله من أبيك”.
فمن هذا حاله في تكريم أهل البيت وتفضيلهم، أيُعقل أن يظلم فاطمة بنت رسول الله ﷺ في حقها؟! بل كان يعطي أولادها أضعاف ما يُقال إنه منعها إياه.
والمتأمل في سيرة عمر بن الخطاب رضي الله عنه يعلم أنه كان من أكثر الناس تعظيمًا للنبي ﷺ وأهل بيته، فكيف يُتهم بظلم ابنته؟ وكيف يُصدق كلام لا يعرفه أهل العلم ولا يقبله العقل ولا التاريخ؟