آيات قرآنية دالّة على علاقة التراحم والمودّة بين الآل والأصحاب رضي الله عنهم

كيف لا تكون أخلاقُ الصحابةِ رضي الله عنهم صافيةً صفاءَ الماءِ الزلال،

 

هناك مظاهرُ كثيرة، وجوانبُ عديدة تؤكد عمقَ العلاقةِ الإيمانية، وقوةِ الصِّلة الأخوية التي كانت تسود بين الصحابة الأخيار، وآل البيت الأطهار رضي الله عنهم، وكانت هذه المودة، ووشائج الصِّلة تحظى بمكانة رفيعةٍ، ومنزلةٍ عاليةٍ في نفوس القوم،  والأُخوةِ الصادقة التي نبعت من أخلاق القرآن العظيم، وتربية النبيِّ الكريم صلى الله عليه وسلم الذي بعثه ربُّه تعالى؛ لِيُتمِّم مكارمَ الأخلاق.

كيف لا تكون أخلاقُ الصحابةِ رضي الله عنهم صافيةً صفاءَ الماءِ الزلال، وبيضاءَ ناصعة كبياض الثلج، وقد استظلوا تحت ظلالِ دوحة أخلاق النبي صلى الله عليه وسلم الوارفة، وشربوا بيده الشريفة عذب ماء ينابيع خصاله الرفيعة؛ وهو الذي شهد بِسُمُوِّ خُلُقِه، ورِفعة خِصاله ربُّه عزّ في علاه؛ فقال مبيِّناً، ومؤكداً: {وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ} [القلم:٤]

بل زاد الله في إكرام نبيه، وإكرام صحابته ي إتماماً لنعمته على نبيه، وصفيه من خلقه صلى الله عليه وسلم، فتولى سبحانه التأليفَ بين قلوبهم، وتهذيبَ نفوسهم:

 

{وَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِهِمْ لَوْ أَنْفَقْتَ مَا فِي الْأَرْضِ جَمِيعاً مَا أَلَّفْتَ بَيْنَ قُلُوبِهِمْ وَلَكِنَّ اللَّهَ أَلَّفَ بَيْنَهُمْ إِنَّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ} [الأنفال:63].

{مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللَّهِ وَالَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاءُ عَلَى الْكُفَّارِ رُحَمَاءُ بَيْنَهُمْ } [الفتح: 29]

 

([كانوا] رحماءَ بينهم، وهذه حقيقةٌ وإن تجاهلها القصاصون، وسكت عنها رُواة الأخبار، فستبقى تلك الحقيقة ناصعةً بيضاء تردّ على أكثر أصحاب الأخبار أساطيرَهم وخيالاتهم، التي استغلها أصحابُ الأهواء، والأطماع السياسية، والأعداءُ؛ لتحقيق مصالحهم، وتأصيل الافتراق، والاختلاف في هذه الأمة)(8).

 

ينظر:

كتاب رحماء بينهم؛ للشيخ صالح بن عبدالله الدرويش.