التأثير النفسي للهدايا بين الصحابة وآل البيت رضي الله عنهم

الهدية لها عظيمُ الأَثَر في استجلاب المحبة، وإثبات المودة، وهي دليل على الحب، وصفاءِ القلوب، وارتقاءِ النفوس، وفيها إشعارٌ بالتقدير والاحترام؛ وقد قال القائلُ:

الهدية لها عظيمُ الأَثَر في استجلاب المحبة، وإثبات المودة، وهي دليل على الحب، وصفاءِ القلوب، وارتقاءِ النفوس، وفيها إشعارٌ بالتقدير والاحترام؛ وقد قال القائلُ:

هدايا الناسِ بعضُهم لِبعضٍ *** تُولِّد في قُلوبِهم الوِصالَا
وتَزْرَع في الضَّميرِ هوىً وودّاً *** وتُلبِسهمُ إذا حضـروا جمالا

 

وللهدايا أثر مشهود في طبائع النفوس وسجيَّتِها؛ فإِنَّ النفسَ والقلبَ يتأثران بالهدية؛ امتنانًا من صاحبِها، وشكرًا له، ومودة ومحبة له، وقد رَغَّبَ النبيُّ صلى الله عليه وسلم فيها، فقال: «تهادُوا تحَابُّوا»(1)، وهذا مِن جوامع كلمِ النبي صلى الله عليه وسلم؛ حيث لخَّصَ فيه الفِعلَ وأثَرَه، والمعنى: اجعلوا بينكم التهادي تَحصل بينكم ألفة، وتتأصل فيكم أواصر المحبة بإذن الله عز وجل(2).

 

وقد تمثَّلَ الصحابةُ لهدي نبيهم صلى الله عليه وسلم، وطبَّقُوه قولاً وفعلاً؛ فهذا أنسُ بن مالك رضي الله عنه كان يوصي أبناءَه، ويقول: (يا بَنيَّ، تباذلُوا بينكم، فإنه أَودُّ لما بينكم)(3).

 

الهامش:

(1) أخرجه:
– البخاري في الأدب المفرد ص203(594)، عن عمرو بن خالد.
– وأبو يعلى في مسنده 11/9(6148)، عن سويد بن سعيد.
– وابن عدي في الكامل 4/1424، من طريق عبدالواحد بن يحيى.
– والبيهقي في السنن الكبرى 6/169، من طريق محمد بن بكير الحضرمي.
كلهم (عمرو بن خالد، وسويد بن سعيد، وعبدالواحد بن يحيى، ومحمد بن بكير) عن ضمام بن إسماعيل المصري، عن موسى بن وَرْدان، عن أبي هريرة رضي الله عنه مرفوعاً باللفظ المذكور عند الجميع.
وحسن إسنادَه الحافظُ في التلخيص الحبير 3/69(1315)، وكذلك الشيخ الألباني في الإرواء 6/44(1601). وللحديث شواهد عديدة.
(2) ينظر: شرح صحيح الأدب المفرد؛ لحسين العوايشة 2/240 (462)، ورش البرد شرح الأدب المفرد ص312 (594).
(3) أخرجه البخاري في الأدب المفرد ص203 (594) عن موسى [ بن إسماعيل المِنقري]، عن سليمان بن المغيرة، عن ثابت، عن أنس رضي الله عنه موقوفاً باللفظ المذكور.
وهذا الأثر صحيح، والله أعلم.