ثناء علماء السنّة على جعفر بن أبي طالب رضي الله عنه

في صحيح البخاري (3708) من حديث أبي هريرة، وفيه: [[وكان أخير الناس للمساكين جعفر بن أبي طالب، كان ينقلب بنا فيطعمنا ما كان في بيته، حتى إن كان ليخرج إلينا العُكَّة التي ليس فيها شيء فيشقُّها، فنلعق ما فيها]].

في صحيح البخاري (3708) من حديث أبي هريرة، وفيه: [[وكان أخير الناس للمساكين جعفر بن أبي طالب، كان ينقلب بنا فيطعمنا ما كان في بيته، حتى إن كان ليخرج إلينا العُكَّة التي ليس فيها شيء فيشقُّها، فنلعق ما فيها]].
قال الحافظ ابن حجر في شرحه (الفتح 7/76): (وهذا التقييد يُحمَل عليه المطلق الذي جاء عن عكرمة، عن أبي هريرة وقال: [[ما احتذى النِّعال ولا ركب المطايا بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم أفضل من جعفر بن أبي طالب]] أخرجه الترمذي والحاكم بإسناد صحيح.
وقال فيه الذهبي في السير (1/206): (السيد الشهيد الكبير الشأن، علم المجاهدين، أبو عبد الله، ابن عم رسول الله صلى الله عليه وسلم عبد مناف بن عبد المطلب بن هاشم بن عبد مناف بن قصي الهاشمي، أخو علي بن أبي طالب، وهو أسن من علي بعشر سنين.
هاجر الهجرتين، وهاجر من الحبشة إلى المدينة، فوافى المسلمين وهم على خيبر إثر أخذها، فأقام بالمدينة أشهراً ثم أمره رسول الله صلى الله عليه وسلم على جيش غزوة مؤتة بناحية الكرك، فاستشهد، وقد سُرَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم كثيراً بقدومه، وحزن -والله!- لوفاته).
وفي التقريب لابن حجر أنه قال: (جعفر بن أبي طالب الهاشمي , أبو المساكين، ذو الجناحين، الصحابي الجليل ابن عم رسول الله صلى الله عليه وسلم، استشهد في غزوة مؤتة سنة ثمان من الهجرة، ورد ذكره في الصحيحين دون رواية له).
ويقال له ذو الجناحين؛ لأنه عوض عن يديه لما قطعتا في غزوة مؤتة جناحين يطير بهما مع الملائكة، ففي صحيح البخاري (3709) بإسناده إلى الشعبي: [[أن ابن عمر رضي الله عنهما كان إذا سلم على ابن جعفر قال: السلام عليك يا ابن ذي الجناحين]].
قال الحافظ في شرحه: (كأنه يشير إلى حديث عبد الله بن جعفر، قال: {قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم: هنيئا لك؛ أبوك يطير مع الملائكة في السماء} أخرجه الطبراني بإسناد حسن.
ثم ذكر طرقاً أخرى عن أبي هريرة وعلي وابن عباس، وقال في طريق عن ابن عباس: {إن جعفر يطير مع جبريل وميكائيل، له جناحان؛ عوضه الله من يديه} وقال: (وإسناد هذه جيد).