مزايا جمع القرآن الكريم في عهد عثمان بن عفان رضي الله عنه

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن والاه، أما بعد:
فمن مزايا جمع القرآن في عهد عثمان رضي الله عنه :
١ – الاقتصار على حرف واحد من الأحرف السبعة:
قال ابن القيم رحمه الله تعالى: “جمع عثمان رضي الله عنه الناس على حرف واحد من الأحرف السبعة التي أطلق لهم رسول الله ﷺ القراءة بها لمَّا كان ذلك مصلحة”.
٢ – إهمال ما نسخت تلاوته:
فقد كان قصد عثمان رضي الله عنه جمع الناس على مصحف لا تقديم فيه ولا تأخير ولا تأويل أثبِتَ مع تنزيل، ولا منسوخ تلاوته كُتِبَ مع مُثبَتٍ رسمه، ومفروض قراءته وحفظه، خشية دخول الفساد والشبهة على من يأتي بعد.
٣ – الاقتصار على ما ثبت في العرضة الأخيرة وإهمال ما عداه:
فقد روى ابن أبي داود في المصاحف عن محمد بن سيرين عن كثير بن أفلح قال: لمّا أراد عثمان أن يكتب المصاحف جمع له اثني عشر رجلاً من قريش والأنصار فيهم أبي بن كعب، وزيد بن ثابت قال فبعثوا إلى الرَّبعة التي في بيت عمر فجيء بها، قال وكان عثمان يتعاهدهم فكانوا إذا تدارؤوا في شيء أخروه، قال محمد : فقلت لكثير وكان منهم فيمن يكتب: هل تدرون لم كانوا يؤخرونه؟ قال: لا، قال محمد فظننت ظنَّاً أنما كانوا يؤخرونها لينظروا أحدثهم عهداً بالعرضة الأخيرة فيكتبونها على قوله.
٤ – الاقتصار على القراءات الثابتة المعروفة عن الرسول ﷺ وإلغاء ما لم يثبت.
٥ – كان مرتب الآيات والسور على الوجه المعروف الآن.
قال الحاكم في المستدرك: “إن جمع القرآن لم يكن مرة واحدة، فقد جُمِع بعضه بحضرة الرسول صلى الله عليه وسلم، ثم جمع بعضه بحضرة أبي بكر الصديق، والجمع الثالث هو في ترتيب السور وكان في خلافة أمير المؤمنين عثمان بن عفان رضي الله عنهم أجمعين”.

 

المصادر:
(١) دراسات في علوم القرآن: فهد الرومي، ص٨٧-٨٩.
(٢) الطرق الحكمية في السياسة الشرعية، ابن القيم، ص١٦.
(٣) الإتقان: السيوطي، ج١، ص٦٠.