مقتل الحسين رضي الله عنه [ 11] (موقف الناس من مقتل الحسين رضي الله عنه)
مقتل الحسين رضي الله عنه [ 11] (موقف الناس من مقتل الحسين رضي الله عنه)
لاشك ولا ريب أن مقتل الحسين رضي الله عنه كان من المصائب العظيمة التي أصيب بها المسلمون فلم يكن على وجه الأرض ابن بنت نبي غيره وقد قتل مظلوما رضي الله عنه وعن أهل بيته، وقتله بالنسبة لأهل الأرض من المسلمين مصيبة، وفي حقه شهادة وكرامة ورفع درجة وقربى من الله حيث اختاره للآخرة ولجنات النعيم بدل هذه الدنيا الكدرة.
ونحن نقول: ليته لم يخرج، ولذلك نهاه أكابر الصحابة في ذلك الوقت، بل بهذا الخروج نال أولئك الظلمة الطغاة من سبط رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى قتلوه مظلوما شهيدا، وكان في قتله من الفساد الذي ما لم يكن يحصل لو قعد في بلده.
ولكنه أمر الله تبارك وتعالى، ما قدر الله تبارك وتعالى كان ولو لم يشأ الناس.
وقتل الحسين ليس بأعظم من قتل الأنبياء، و قد قدم رأس يحيى بن زكريا صلوات الله وسلامه عليه مهرا لبغي، وقتل زكريا، وكذلك قتل عمر وعثمان وعلي، وهؤلاء كلهم أفضل من الحسين رضي الله عنهم وعنه، فلذلك لا يجوز للإنسان إذا تذكر مقتل الحسين أن يقوم باللطم والشق وما شابه ذلك، بل كل هذا منهي عنه فإن النبي صلى الله عليه وسلم قال: « ليس منا من لطم الخدود و شق الجيوب »
وقال صلى الله عليه وسلم: « أنا بريء من الصالقة والحالقة والشاقة »
والصالقة التي تصيح، والحالقة التي تحلق شعرها، والشاقة التي تشق ثيابها.
وقال صلى الله عليه وسلم: « إن النائحة إذا لم تتب فإنها تلبس يوم القيامة درعا من جرب وسربالا من قطران ».
فالواجب على المسلم إذا جاءت أمثال هذه المصائب أن يقول كما قال الله تبارك وتعالى: [الذين إذا أصابتهم مصيبة قالوا إنا لله وإنا إليه راجعون] {البقرة: 156}.
موقف الناس من قتل الحسين:
الناس في قتل الحسين على ثلاث طوائف:
الطائفة الأولى:
يرون أن الحسين قتل بحق وأنه كان خارجا على الإمام وأراد أن يشق عصا المسلمين، وقالوا: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «من جاءكم وأمركم على رجل واحد يريد أن يفرق جماعتكم فاقتلوه كائنا من كان »، والحسين أراد أن يفرق جماعة المسلمين والرسول صلى الله عليه وسلم قال: « كائنا من كان » اقتلوه فكان قتله صحيحا، وهذا قول الناصبة الذين يبغضون الحسين بن علي رضي الله تبارك وتعالى عنه وعن أبيه.
الطائفة الثانية:
قالوا: هو الإمام الذي تجب طاعته، وكان يجب أن يسلم إليه الأمر. وهو قول الشيعة.
الطائفة الثالثة:
وهم أهل السنة والجماعة قالوا: قتل مظلوما، ولم يكن متوليا للأمر أي: لم يكن إماما، ولا قتل خارجيا رضي الله عنه بل قتل مظلوما شهيدا، كما قال النبي صلى الله عليه وسلم:
« الحسن والحسين سيدا شباب أهل الجنة ».
وذلك أنه أراد الرجوع أو الذهاب إلى يزيد في الشام ولكنهم منعوه حتى يستأسر لابن زياد.