رد المحبّ الطبري على من سأله عن تقديم أبي بكر رضي الله عنه

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن والاه، أما بعد:

فقد حكى عن المحب الطبري مفتي الحرمين أن الشريف أبا نمي قال له: بأي طريق قدمتم أبا بكر على علي مع غزارة علمه وقربه من رسول الله – صلى الله عليه وسلم -؟ فقال له: يا سيدي، إننا لم نقدم أبا بكر برأينا وما لنا في ذلك أمر، وإنما جدك – صلى الله عليه وسلم – قال: «سدوا كل خوخة في المسجد إلا خوخة أبي بكر» وقال – صلى الله عليه وسلم -: «مروا أبا بكر فليصل بالناس» وقرأنا هذا الحديث بالسند الصحيح إلى رسول الله – صلى الله عليه وسلم -، وقبض رسول الله – صلى الله عليه وسلم – فقالت الصحابة: “من رضيه رسول الله – صلى الله عليه وسلم – وقدمه لديننا قدمناه ورضيناه لدنيانا”

فقال الشريف أبو نمي: نعم، فعمر؟

فقال المحب الطبري: وأما عمر فإن أبا بكر عند موته اختاره للمسلمين، قال الشريف: نعم، فعثمان؟ فقال المحب الطبري: إن عمر جعل الأمر شورى بين من توفي رسول الله – صلى الله عليه وسلم – وهو عنهم راض فقدموا عثمان، فقال الشريف: فمعاوية؟ فقال المحب الطبري: هو مجتهد كما أن عليا مجتهدا، فقال الشريف: فتقاتل مع من لو كنت أدركتهما؟ فقال: مع علي رضي الله عنه، فقال الشريف: فجزاك الله تعالى عنا خيرا.

قال الشيخ الأنصاري في تعليقه: فانظر يا أخي هذا الكلام النفيس من هذا العالم الذي لا يخرج عن التبعية في شيء، فإنه لم يجعل لنفسه اختيارا في ذلك كله، فعلم أن الواجب علينا أن نحب أصحاب رسول الله – صلى الله عليه وسلم – تبعا لحب رسول الله – صلى الله عليه وسلم – ونحب أولادهم كذلك لحب رسول الله – صلى الله عليه وسلم -.