ثناء العلماء والصحابة على الفاروق عمر بن الخطاب رضي الله عنه

ثناء العلماء والصحابة على الفاروق عمر بن الخطاب رضي الله عنه

وقد أفرد العلماء مناقب عمر؛ فإنه لا يعرف في سير الناس كسيرته، كذلك قال أبو المعالي الجويني: “ما دار الفلك على شكله” (1). وقالت عائشة – رضي الله عنها -: كان عمر أحوذيا نسيج وحده، قد أعد للأمور أقرانها، وكانت تقول: زينوا مجالسكم بذكر عمر (2). وقال ابن مسعود: أفرس الناس ثلاثة: ابنة صاحب مدين إذ قالت: {يا أبت استأجره إن خير من استأجرت القوي الأمين} [القصص: 26] وخديجة في النبي – صلى الله عليه وسلم -، وأبو بكر حين استخلف عمر (3).

وكل هؤلاء العلماء الذين ذكرناهم يعلمون أن عدل عمر كان أتم من عدل من ولي بعده، وعلمه كان أتم من علم من ولي بعده.

ولهذا كان أهل المدينة إلى قوله أميل، ومذهبهم أرجح مذاهب أهل الأمصار؛ فإنه لم يكن في مدائن الإسلام في القرون الثلاثة أهل مدينة أعلم بسنة رسول الله – صلى الله عليه وسلم – منهم، وهم متفقون على تقديم قول عمر على قول علي. وأما الكوفيون، فالطبقة الأولى منهم أصحاب ابن مسعود يقدمون قول عمر على قول علي، وأولئك أفضل الكوفيين حتى قضاته شريح وعبيدة السلماني وأمثالهما كانوا يرجحون قول عمر على قوله وحده.

قال عبد الله بن مسعود – رضي الله عنه -: ما رأيت عمر قط إلا وأنا يخيل لي أن بين عينيه ملكا يسدده (4). وروى الشعبي عن علي قال: ما كنا نبعد أن السكينة تنطق على لسان عمر (5). وقال حذيفة بن اليمان: كان الإسلام في زمن عمر كالرجل المقبل، لا يزداد إلا قربا، فلما قتل كان كالرجل المدبر لا يزداد إلا بعدا (6).

وقال ابن مسعود: ما زلنا أعزة منذ أسلم عمر (7)، وقال أيضا: إذا ذكر الصالحون فحيهلا بعمر، كان إسلامه نصرا، وإمارته فتحا (8). وقال أيضا: كان عمر أعلمنا بكتاب الله، وأفقهنا في دين الله، وأعرفنا بالله، والله لهو أبين من طريق الساعين (9).

وقال أيضا عبد الله بن مسعود: لو أن علم عمر وضع في كفة ميزان، ووضع علم أهل الأرض في كفة لرجح عليهم، وقال أيضا لما مات عمر: إني لأحسب هذا قد ذهب بتسعة أعشار العلم (10). وقال مجاهد: إذا اختلف الناس في شيء فانظروا ما صنع عمر فخذوا برأيه (11). وقال أبو عثمان النهدي: إنما كان عمر ميزانا لا يقول كذا ولا يقول كذا (12).

وهذه الآثار وأضعافها مذكورة بالأسانيد الثابتة في الكتب المصنفة في هذا الباب، ليس من أحاديث الكذابين، والكتب الموجودة فيها هذه الآثار المذكورة بالأسانيد الثابتة كثيرة جدا.

الهوامش:
1. لم يُعثر على النص في كتب الجويني المطبوعة.
2. تاريخ عمر بن الخطاب لابن الجوزي، ص 215؛ الرياض النضرة 2/105.
3. المستدرك للحاكم 3/90.
4. فضائل الصحابة لأحمد 1/247؛ مجمع الزوائد 9/72.
5. فضائل الصحابة 1/249 رقم 310؛ الحلية لأبي نعيم 1/42.
6. تاريخ عمر بن الخطاب لابن الجوزي، ص 214.
7. صحيح البخاري 5/11، 5/48؛ فضائل الصحابة رقم 368.
8. مجمع الزوائد 9/67، 9/77–78؛ فضائل الصحابة 1/340، 353، 357.
9. مجمع الزوائد 9/77–78؛ تاريخ عمر بن الخطاب ص 214.
10. مجمع الزوائد 9/69؛ تاريخ عمر بن الخطاب ص 214.
11. فضائل الصحابة 1/264 رقم 342.
12. فضائل الصحابة 1/259 رقم 332.