أم المؤمنين (زينب بنت جحش) رضي الله عنها وأرضاها
أم المؤمنين (زينب بنت جحش) رضي الله عنها وأرضاها
زينب بنت جحش بن رباب بن يَعمر الأسدي، حليفة بني عبد شمس، وأمها أميمة بنت عبد المطلب بن هاشم عمة رسول الله ﷺ، فهي ابنة عمته ومن بيت شريف يجمع بين نسبٍ قرشي هاشمي وأسدِي كريم (1).
كانت من المهاجرات الأول، وأسلمت مبكرًا، فكانت قدوة في الإيمان والصبر.
كانت زينب متزوجة من الصحابي زيد بن حارثة رضي الله عنه، الذي كان يُدعى قبل الإسلام زيد بن محمد لأن النبي ﷺ تبنّاه. ولما أراد الله إبطال عادة التبني الجاهلية نزل قوله تعالى: ﴿ادْعُوهُمْ لِآبَائِهِمْ هُوَ أَقْسَطُ عِندَ اللَّهِ﴾ [الأحزاب: 5] (2).
وبعد أن طلّقها زيد، زوَّج الله تعالى زينبَ من نبيه محمد ﷺ بنفسه، فكان زواجها آيةً عظيمةً لتشريعٍ أبطل نسبة المتبنّى إلى غير أبيه، فقال تعالى: ﴿فَلَمَّا قَضَى زَيْدٌ مِّنْهَا وَطَرًا زَوَّجْنَاكَهَا﴾ [الأحزاب: 37] (3).
عُرفت زينب بين أمهات المؤمنين بالعبادة والورع وكثرة الصدقة، حتى وصفها النبي ﷺ بأنها سريعة اللحاق به بعد وفاته. وكانت أول زوجاته وفاةً بعده، إذ توفيت في سنة عشرين للهجرة ودُفنت في البقيع (4).
ومن فضائلها رضي الله عنها:
1- زواجها بأمرٍ إلهي مباشر، حيث شرفها الله بأن زوَّجها لنبيه من فوق سبع سموات، فكانت تفخر على بقية أمهات المؤمنين فتقول: «زوجكن أهاليكن وزوجني الله من فوق سبع سموات» (5).
2- نزول آية الحجاب ببركة زواجها، ففي وليمتها عند النبي ﷺ تأخر بعض الصحابة في الانصراف، فأنزل الله آية الحجاب:
﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَدْخُلُوا بُيُوتَ النَّبِيِّ إِلَّا أَنْ يُؤْذَنَ لَكُمْ …﴾ [الأحزاب: 53] (6).
فكان زواجها سببًا في بيان آداب الدخول على بيوت النبي ﷺ وتشريع الحجاب.
3- سبقها في الصدقة والإنفاق، فقد روى مسلم أن النبي ﷺ قال: «أسرعكن لحاقًا بي أطولكن يداً»، فكانت زينب أطولهن يداً أي أكثرهن صدقة وإنفاقًا، إذ كانت تعمل بيدها لتتصدق (7).
4- ثناء أم المؤمنين عائشة – رضي الله عنها – عليها، فقد قالت أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها: «لم أر امرأة قط خيرًا في الدين من زينب، وأتقى لله، وأصدق حديثًا، وأوصل للرحم، وأعظم صدقة، وأشد ابتذالاً لنفسها في العمل الذي تصدّق به وتقرب به إلى الله تعالى» (8).
المراجع:
(1) ابن حجر، الإصابة في تمييز الصحابة، ترجمة زينب بنت جحش.
(2) القرآن الكريم، سورة الأحزاب، آية 5.
(3) القرآن الكريم، سورة الأحزاب، آية 37، وانظر تفسير ابن كثير.
(4) الذهبي، سير أعلام النبلاء 2/213.
(5) صحيح البخاري، كتاب التوحيد، رقم (7420).
(6) صحيح البخاري، كتاب التفسير، رقم (4792).
(7) صحيح مسلم، كتاب فضائل الصحابة، حديث رقم (2452).
(8) صحيح مسلم، كتاب فضائل الصحابة، حديث رقم (2422).