الآيات القرآنية في عدالة الصحابة: (الَّذِينَ اسْتَجَابُواْ لِلّهِ وَالرَّسُولِ مِن بَعْدِ مَآ أَصَابَهُمُ الْقَرْحُ)

تأتي هذه الآيات لتصف أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم في قمة صبرهم وجلدهم حيث إن النبي صلى الله عليه وسلم دعاهم من اليوم التالي لأحد لمواجهة أبي سفيان وأصحابه الذين هموا بالعودة لقتال المسلمين.

قال تعالى: (الَّذِينَ اسْتَجَابُواْ لِلّهِ وَالرَّسُولِ مِن بَعْدِ مَآ أَصَابَهُمُ الْقَرْحُ لِلَّذِينَ أَحْسَنُواْ مِنْهُمْ وَاتَّقَواْ أَجْرٌ عَظِيمٌ الَّذِينَ قَالَ لَهُمُ النَّاسُ إِنَّ النَّاسَ قَدْ جَمَعُواْ لَكُمْ فَاخْشَوْهُمْ فَزَادَهُمْ إِيمَاناً وَقَالُواْ حَسْبُنَا اللّهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ فَانقَلَبُواْ بِنِعْمَةٍ مِّنَ اللّهِ وَفَضْلٍ لَّمْ يَمْسَسْهُمْ سُوءٌ وَاتَّبَعُواْ رِضْوَانَ اللّهِ وَاللّهُ ذُو فَضْلٍ عَظِيمٍ) [آل عمران: 172-174].
تأتي هذه الآيات لتصف أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم في قمة صبرهم وجلدهم حيث إن النبي صلى الله عليه وسلم دعاهم من اليوم التالي لأحد لمواجهة أبي سفيان وأصحابه الذين هموا بالعودة لقتال المسلمين.
وقد كان نداء الرسول صلى الله عليه وسلم مخصصاً لمن كان قد اشترك معه في القتال قبل يوم إشعاراً لقريش بأنها لم تنل من المسلمين منالاً، وأنه بقي له منهم من يتعقبها ويكر عليها.
ولم يتخلف من المسلمين أحد وما منهم إلا من أصابه القرح أو نزل به الضر أو أثخنته الجراح .
قال الزمخشري: (ومن في قوله تعالى – للذين أحسنوا منهم – للتبيين مثلها في قوله تعالى -: وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ مِنْهُم مَّغْفِرَةً [الفتح: 29] – لأن الذين استجابوا لله والرسول قد أحسنوا كلهم واتقوا لا بعضهم) .
ووجه الدلالة من الآية: هو أن الله سبحانه وتعالى منح المستجيبين للرسول صلى الله عليه وسلم بعد غزوة أحد أجراً عظيماً ووصفهم بأنهم يتبعون رضوان الله، وهذا دليل صدقهم وإخلاصهم، ومن كان هذا حاله وجب تعديله.

 

المصادر:

((سيرة ابن هشام)) (3/148)،

((تاريخ الطبري)) (2/527)،

((مغازي الواقدي)) (1/339)؛ وينظر: أيضاً: ((تفسير الطبري)) (3/176)،

((تفسير الرازي)) (9/100).

((تفسير الزمخشري)) (1/480).