من فضائل خالد بن الوليد رضي الله عنه

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن والاه، أما بعد:

فمن فضائل الصحابي الجليل خالد بن الوليد رضي الله عنه ما روي عن أبي هريرة قال: نَزَلْنَا مَعَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَنْزِلًا، فَجَعَلَ النَّاسُ يَمُرُّونَ، فَيَقُولُ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «مَنْ هَذَا يَا أَبَا هُرَيْرَةَ؟» فَأَقُولُ: فُلاَنٌ، فَيَقُولُ: «نِعْمَ عَبْدُ اللهِ هَذَا»، وَيَقُولُ: «مَنْ هَذَا؟» فَأَقُولُ: فُلاَنٌ، فَيَقُولُ: «بِئْسَ عَبْدُ اللهِ هَذَا»، حَتَّى مَرَّ خَالِدُ بْنُ الوَلِيدِ فَقَالَ: «مَنْ هَذَا؟» فَقُلْتُ: هَذَا خَالِدُ بْنُ الوَلِيدِ، فَقَالَ: «نِعْمَ عَبْدُ اللهِ خَالِدُ بْنُ الوَلِيدِ، سَيْفٌ مِنْ سُيُوفِ اللَّهِ»([1]).

وعن أنس رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم نعى زيدًا وجعفرًا وابن رواحة للناس قبل أن يأتيهم خبرهم، فقال: «أخَذَ الرّايَةَ زَيْدٌ فَأُصِيبَ، ثُمَّ أخَذَ جَعْفَرٌ فَأُصِيبَ، ثُمَّ أخَذَ ابنُ رَواحَةَ فَأُصِيبَ –وعَيْناهُ تَذْرِفانِ– حتّى أخَذَ الرّايَةَ سَيْفٌ مِن سُيُوفِ اللَّهِ، حتّى فَتَحَ اللَّهُ عليهم»([2]).

وعندما عهد أبو بكر الصديق رضي الله عنه إلى خالد بن الوليد بقتال أهل الردة قال: إني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: «نِعْمَ عَبدُ اللهِ وأخو العَشيرةِ خالِدُ بنُ الوَليدِ، وسَيفٌ مِن سُيوفِ اللهِ، سَلَّه اللهُ عَزَّ وجَلَّ على الكُفّارِ والمنافِقينَ»([3]).

وعن ابن أبي أوفى: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «لا تُؤذوا خالدًا؛ فإنَّه سَيفٌ مِن سُيوفِ اللهِ، صَبَّه اللهُ على الكفّارِ»([4]).

ولما قدم على النبي صلى الله عليه وسلم مسلمًا قال له النبي صلى الله عليه وسلم: «قَدْ كُنْتُ أَرَى لَكَ عَقْلًا رَجَوْتُ أَنْ لَا يُسْلِمَكَ إِلَّا إِلَى خَيْر»([5]).

فقد وصفه النبي صلى الله عليه وسلم بأنه سيف من سيوف الله، وبأن له عقلا لا يسلمه إلا إلى خير، فيكون بهذا حاز فضل القوة في الدفاع عن دين الله ونشره، وفضل العقل الذي شهد له النبي بأنه لا يسلمه إلا إلى خير، فإذا كان كذلك من أين ستأتيه المثالب وصفات السوء التي يصفه بها أعداؤه وخصومه من المخالفين؟

الهامش:

([1]) أخرجه الترمذي (٣٨٤٦)، وأحمد (٨٧٢٠) باختلاف يسير، وقواه الألباني بطرقه في السلسلة الصحيحة (١٢٣٧).

(2]) أخرجه البخاري (4262).

([3]) أخرجه أحمد (1/ 216)، وصححه الضياء المقدسي في المختارة (44). وقال أحمد شاكر في تحقيقه للمسند (1/ 41): “إسناده صحيح”. وقال شعيب الأرنؤوط (43): “صحيح بشواهده”.

([4]) أخرجه الطبراني في الكبير (4/ 121)، وابن سعد (7/ 120)، والحاكم (3/ 298)، وأُعلّ بالإرسال.

([5]) دلائل النبوة للبيهقي (4/ 349).