رواية ابن عمر رضي الله عنهما لفضائل آل البيت رضي الله عنهم

(أي هما من رزق الله الذي رزقنيه يقال سبحان الله وريحانه أي أسبح الله وأسترزقه ويجوز أن يريد بالريحان المشموم يقال حباني بطاقة ريحان والمعنى أنهما مما أكرمني الله وحباني به لان الأولاد يشمون ويقبلون فكأنهم من جملة الرياحين وقوله من الدنيا أي نصيبي من الريحان الدنيوي وقال ابن بطال يؤخذ من الحديث أنه يجب تقديم ما هو أوكد على المرء من أمر دينه لانكار ابن عمر على من سأله عن دم البعوض مع تركه الاستغفار من الكبيرة التي ارتكبها بالإعانة على قتل الحسين فوبخه بذلك وإنما خصه بالذكر لعظم قدر الحسين ومكانه من النبي صلى الله عليه وسلم انتهى والذي يظهر أن ابن عمر لم يقصد ذلك الرجل بعينه بل أراد التنبيه على جفاء أهل العراق وغلبة الجهل عليهم بالنسبة لأهل الحجاز ولا مانع أن يكون بعد ذلك أفتى السائل عن خصوص ما سأل) (2)

مما رواه ابن ابن عمر رضي الله عنه في فضائل ال البيت رضي الله عنهم ما نقله ابن أبي نُعْمٍ قال: كنت شَاهِدًا لابن عُمَرَ رضي الله عنهما، وَسَأَلَهُ رَجُلٌ عن دَمِ الْبَعُوضِ؟ فقال: مِمَّنْ أنت؟ فقال: من أَهْلِ الْعِرَاقِ، قال: انْظُرُوا إلى هذا، يَسْأَلُنِي عن دَمِ الْبَعُوضِ، وقد قَتَلُوا ابن النبي صلى الله عليه وسلم، وَسَمِعْتُ النبي صلى الله عليه وسلم يقول: «هُمَا رَيْحَانَتَايَ من الدُّنْيَا»(1).

قال الحافظ ابن حجر في فتح الباري:
(أي هما من رزق الله الذي رزقنيه يقال سبحان الله وريحانه أي أسبح الله وأسترزقه ويجوز أن يريد بالريحان المشموم يقال حباني بطاقة ريحان والمعنى أنهما مما أكرمني الله وحباني به لان الأولاد يشمون ويقبلون فكأنهم من جملة الرياحين وقوله من الدنيا أي نصيبي من الريحان الدنيوي وقال ابن بطال يؤخذ من الحديث أنه يجب تقديم ما هو أوكد على المرء من أمر دينه لانكار ابن عمر على من سأله عن دم البعوض مع تركه الاستغفار من الكبيرة التي ارتكبها بالإعانة على قتل الحسين فوبخه بذلك وإنما خصه بالذكر لعظم قدر الحسين ومكانه من النبي صلى الله عليه وسلم انتهى والذي يظهر أن ابن عم犀利士
ر لم يقصد ذلك الرجل بعينه بل أراد التنبيه على جفاء أهل العراق وغلبة الجهل عليهم بالنسبة لأهل الحجاز ولا مانع أن يكون بعد ذلك أفتى السائل عن خصوص ما سأل) (2)

الهامش:

(1) أخرجه البخاري في صحيحه ص715 (3753)، كتاب فضائل الصحابة، بَاب مناقب الحسن والحسين ب، وفي ص1162 (5994)، كتاب الأدب، بَاب رحمة الولد وتقبيله ومعانقته.

(2) فتح الباري – ابن حجر – ج ١٠ – الصفحة ٣٥٧