عنايته صلى الله عليه وسلم بابنته فاطمة رضي الله عنها

كان النبيُّ – صلى الله عليه وسلم – معتنياً بأولاده، مع محبته لهم، ومن مظاهر العناية: زيارتهم، وتفقد أحوالهم، وهذا يدل أيضاً على بشرية النَّبيِّ – صلى الله عليه وسلم -، لمحبته ورعايته أولاده، ويدل على كمال خُلُقه، فلم تكن النبوةُ ومهمامُّها، وما يواجهُه من الأذى والمصائب حائلةً دون رعايته لأولاده، وزيارتهم، وتفقدهم، وفي هذا الموضع ما يخص فاطمة – رضي الله عنها -، وكما قلتُ من قبل: لم يكن يخصها بشَيءٍ من الزيارة والاحتفاء في حياة أخواتها، فهو إمام العادلين – صلى الله عليه وعلى آله وسلم -.

إن تفرد فاطمة في آخر حياة النبي – صلى الله عليه وسلم – بموت أخواتها كلها، يدعو والدَها النبيَّ – صلى الله عليه وسلم – إلى تكرار الزيارة والإيناس، خاصةً مع قُرْب بيتها، فهو مجاور لبيت عائشة – رضي الله عنها – من جهة الشمال ــ كما سبق بيانه ــ.

ومما يدلُّ على عِنايته – صلى الله عليه وسلم – وزيارتِه ابنتَه فاطمةَ في بيتها ـ زيادةً على ماسبق ـ أحاديثُ كثيرة، دالَّةٌ على ذلك، منها: حديثُ سهل بن سعد – رضي الله عنه – قال: جاء رسولُ اللَّهِ – صلى الله عليه وسلم – بيتَ فاطمة فلمْ يجِدْ عليَّاً في البيت، فقال: «أينَ ابنُ عمِّك»؟ قالت فاطمة: كان بيني وبينه شيءٌ، فغاضَبَنِي، فخرج، وقوله: «قُمْ أبا تُراب، قُمْ أبا تُراب».

متفق عليه.

وحديثُ طلبِها الخادم، ثم مجيئ النبي – صلى الله عليه وسلم – إليها في بيتها.

متفق عليه.

وحديثُ فاطمة – رضي الله عنه – أنه – صلى الله عليه وسلم – دخل عليها مرةً فأكل عندها مما مسَّتْهُ النارُ، ولم يتوضأ.

أخرجه: أحمد، وابن أبي أسامة، وأبو يعلى، وغيرهم. وهو ضعيف.

وحديث سهل بن سعدٍ: أن عليَّ بن أبي طالب دَخَلَ على فاطمةَ، وحسنٌ وحسينٌ – رضي الله عنهم – يبكيان، فقال: ما يُبْكيهما؟ قالت: الجوعُ، فخرج عليٌّ، فوجد دينارَاً بالسُّوق، . وفيه زيارة النبي – صلى الله عليه وسلم – لهما.

أخرجه: أبو داوود، والطبراني، والبيهقي، وغيرهم، وهو حديث حسن لغيره.