أحاديث محبّته صلى الله عليه وسلم لفاطمة رضي الله عنها

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن والاه، اما بعد:

فمن دلائل محبتُه – صلى الله عليه وعلى آله وسلم – لفاطمة رضي الله عنها، واحتفاؤه بها ما روي عن أسامة بن زيد، قال: مررت بعلي والعباس – رضي الله عنهم – ـ وهما قاعدان في المسجد ـ فقالا: يا أسامة استأذن لنا على رسول اللهِ – صلى الله عليه وسلم – فقلت: يا رسول اللَّهِ، هذا علي والعباس يستأذنان فقال: «أتدري ما جاء بهما»؟ قلت: لا واللَّهِ ما أدري.

قال: «لكني أدري ما جاء بهما». قال: فأذَنْ لهما. فدخَلا فسلَّمَا ثمَّ قعَدَا، فقالا: يا رسول اللهِ، أيُّ أهلِكَ أحبُّ إليكَ؟ قال: «فاطمة بنت محمد».

أخرجه: أبو داوود الطيالسي ــ وهذا لفظه ــ، والترمذي، والطبراني، وغيرهم. وهو حَديثٌ حسَن.

سئلت عائشة – رضي الله عنها – أيُّ النَّاسِ كان أحبَّ إلى رسُولِ اللَّهِ – صلى الله عليه وسلم -؟ قالت: «فاطمة»، فقيل: مِن الرجال؟ قالت: «زوجها، إنْ كانَ ما علِمتُ صوَّامَاً قوَّامَاً».

أخرجه: الترمذي، والطبراني، والحاكم، وغيرهم، وهو حديث حسن.

عن بُريدة – رضي الله عنها – قال: «كان أحبُّ الناسِ إلى رسولِ اللَّهِ – صلى الله عليه وسلم – من النساء فاطمة، ومِن الرجال علي».

أخرجه: الترمذي، والنسائي ــ وهذا لفظه ــ وإسناده حسن.

أما حديث علي: خطبتُ إلى رسولِ اللهِ – صلى الله عليه وسلم – فاطمة، فزوَّجني فقلت: يا رسولَ اللهِ أنا أحبُّ إليك أم هي؟ فقال: «هي أحبُّ إليَّ مِنك، وأنتَ أعزُّ عليَّ منها». عند النسائي، وغيره، فحديث ضعيف.

عَنْ مَسْرُوقٍ، قال: حَدَّثَتْنِي عَائِشَةُ أُمُّ المُؤْمِنِيِنَ – رضي الله عنها – قَالَتْ: إِنَّا كُنَّا أَزْوَاجَ النَّبِيِّ – صلى الله عليه وسلم – عِنْدَهُ جَمِيعَاً، لَمْ تُغَادَرْ مِنَّا وَاحِدَةٌ، فَأَقْبَلَتْ فَاطِمَةُ – عليها السلام – تَمْشِي، لَا وَاللَّهِ مَا تَخْفَى مِشْيَتُهَا مِنْ مِشْيَةِ رَسُولِ اللَّهِ – صلى الله عليه وسلم -، فَلَمَّا رَأَىهَا رَحَّبَ قَالَ: «مَرْحَباً بِابْنَتِي» ثُمَّ أَجْلَسَهَا عَنْ يَمِينِهِ أَوْ عَنْ شِمَالِهِ، ثُمَّ سَارَّهَا، فَبَكَتْ بُكَاءً شَدِيدَاً، فَلَمَّا رَأَى حُزْنَهَا سَارَّهَا الثَّانِيَةَ، فَإِذَا هِيَ تَضْحَكُ. الحديث. أخرجاه في «الصحيحين».

وفي «السنن»: عن عَائِشَةَ أُمِّ المُؤْمِنِينَ، قَالَتْ: «مَا رَأَيْتُ أَحَدَاً أَشْبَهَ سَمْتَاً وَدَلَّاً وَهَدْياً بِرَسُولِ اللَّه فِي قِيَامِهَا وَقُعُودِهَا مِنْ فَاطِمَةَ بِنْتِ

رَسُولِ اللَّهِ – صلى الله عليه وسلم -» قَالَتْ: «وَكَانَتْ إِذَا دَخَلَتْ عَلَى النَّبِيِّ – صلى الله عليه وسلم – قَامَ إِلَيْهَا فَقَبَّلَهَا وَأَجْلَسَهَا فِي مَجْلِسِهِ، وَكَانَ النَّبِيُّ – صلى الله عليه وسلم – إِذَا دَخَلَ عَلَيْهَا قَامَتْ مِنْ مَجْلِسِهَا فَقَبَّلَتْهُ وَأَجْلَسَتْهُ فِي مَجْلِسِهَا. الحديث.

والحمد لله رب العالمين