محاذير مهمّة عند قراءة تاريخ الصحابة وآل البيت رضي الله عنهم

محاذير مهمّة عند قراءة تاريخ الصحابة وآل البيت رضي الله عنهم

عندما نقرأ كتب التاريخ نحذر من أن نميل مع رأي المؤلف؛ إذ لابد أن ننظر إلى أصل الرواية لا إلى رأيه، وأن نتوخى الإنصاف عند القراءة،

ولابد أن نعتقد -ونحن نقرأ تاريخ أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم- أمرين اثنين:
الأمر الأول:
أن نعتقد أن أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم هم خير البشر بعد أنبياء الله صلوات الله وسلامه عليهم؛ وذلك لأن الله تبارك وتعالى مدحهم والنبي صلى الله عليه وسلم كذلك مدحهم، وبين في أكثر من حديث أنهم أفضل البشر بعد أنبياء الله صلوات الله وسلامه عليهم.

الأمر الثاني:
أن نعلم أن أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم غير معصومين. نعم نحن نعتقد العصمة في إجماعهم؛ لأن النبي صلى الله عليه وسلم أخبرنا أن هذه الأمة لا تجتمع على ضلالة، فهم معصومون من أن يجتمعوا على ضلالة، ولكنهم كأفراد غير معصومين، فالعصمة لأنبياء الله وملائكته، أما غير الأنبياء والملائكة؛ فلا نعتقد عصمة أحد.

إذا: لابد أن نعتقد أن الصحابة خير البشر، وأن نعتقد أنهم غير معصومين، وأن ما وقع من بعضهم خطأ لا خطيئة، وشتان بين الأمرين. فإذا جاءتك رواية فيها طعن في صحابي فلا تقدم على ردها ولا تقبلها حتى تنظر فيها، فإن وجدت السند صحيحا؛ فهذا من الأشياء التي هم غير معصومين فيها، فهم يخطئون كسائر البشر، وإن وجدت السند ضعيفا؛ فابق على الأصل، وهو أنهم خير البشر بعد أنبياء الله صلوات الله وسلامه عليهم.

أما مدح الله تبارك وتعالى لأصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم، فهو في قول الله عز وجل: [محمد رسول الله والذين معه أشداء على الكفار رحماء بينهم تراهم ركعا سجدا يبتغون فضلا من الله ورضوانا سيماهم في وجوههم من أثر السجود ذلك مثلهم في التوراة ومثلهم في الإنجيل كزرع أخرج شطأه فآزره فاستغلظ فاستوى على سوقه يعجب الزراع ليغيظ بهم الكفار وعد الله الذين آمنوا وعملوا الصالحات منهم مغفرة وأجرا عظيما] {الفتح: 29}.
في هذه الآية مدح الله تبارك وتعالى جملة أصحاب الرسول صلى الله عليه وسلم، إذا الأصل فيهم المدح. وقد ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: « فلو أن أحدكم أنفق مثل أحد ذهبا ما بلغ مد أحدهم ولا نصيفه »(1).
فهذا مدح من رسول الله صلى الله عليه وسلم لأصحابه رضي الله عنهم.

قال أبو محمد القحطاني في « نونيته »:
لا تقبلن من التوارخ كل ما… جمع الرواة وخط كل بنان
ارو الحديث المنتقى عن أهله … سيما ذوي الأحلام والأسنان
كابن المسيب والعلاء ومالك … والليث والزهري أو سفيان

أي إذا أردت تاريخا صحيحا؛ فهو الذي يرويه هؤلاء وأمثالهم من الثقات لا كما يقول الكثيرون ممن يطعنون في سيرة أصحاب الرسول: « إن تاريخنا أسود مظلم قاتم »!! لا. بل تاريخنا ناصع، جميل، طيب، يستمتع الإنسان بقراءته.

* ومن أراد التوسع؛ فليرجع إلى كتب التاريخ:
كـ « تاريخ الأمم والملوك » المشهور بـ « تاريخ الطبري ».
أو « البداية والنهاية » لابن كثير.
أو « تاريخ الإسلام » للذهبي.
أو غيرها من كتب التاريخ المعتمدة.
ويعتبر « تاريخ الإمام الطبري »؛ أهم كتاب في التاريخ الإسلامي، وكثيرا ما ينقل الناس عنه. فأهل السنة والبدعة ينقلون ويحتجون بـ « تاريخ الطبري »، ولماذا يا ترى يقدمونه على غيره من التواريخ؟