وفاة الحسن بن عليّ بن أبي طالب رضي الله عنه (وما نقل في أسباب وفاته)

وفاة الحسن بن عليّ بن أبي طالب رضي الله عنه (وما نقل في أسباب وفاته)

وفاة الحسن بن عليّ بن أبي طالب رضي الله عنه
توفي الحسن بن علي بن أبي طالب رضي الله عنه في أيام خلافة معاوية بن أبي سفيان، وكان ذلك في سنة تسعٍ وأربعين للهجرة، بعد حياة حافلة بالبذل والعلم والإصلاح، عاشها في ظل النبوة، ثم في خضم الفتن، حتى آثر وحدة الكلمة على كرسي الخلافة، فأعطى للأمة درسًا خالدًا في التنازل لمصلحة الجماعة.

وقد رويت في سبب وفاته آثار متفرقة:

منها ما أخرجه ابن سعد بإسناده عن عمير بن إسحق قال:
“دخلت أنا وصاحب لي على الحسن بن علي نعوده، فقال لصاحبي: يا فلان، سلني.
فقال: ما أنا بسائلك شيئًا.
ثم قام من عندنا فدخل كنيفًا له ثم خرج فقال: أي فلان، سلني قبل أن لا تسألني، فإني والله قد لفظت طائفة من كبدي قبل، قلبتها بعود كان معي، وإني قد سُقيت السم مرارًا، فلم أسق مثل هذا، فسلني.
فقال: ما أنا بسائلك شيئًا، يعافيك الله إن شاء الله.
ثم خرجنا، فلما كان الغد أتيته وهو يسوق، فجاء الحسين فقعد عند رأسه، فقال: أي أخي، أنبئني من سقاك؟
فقال: لمَ؟ أتقتله؟
قال: نعم.
قال: ما أنا بمحدثك شيئًا، إن يكن صاحبي الذي أظن فالله أشد نقمة، وإن يكن غيره، فوالله لا يُقتل بي بريء”
(الطبقات الكبرى، ص 335، رقم 294، الطبقة الخامسة من الصحابة، تحقيق محمد بن صامل السلمي).

وقد قيل: إن التي دست له السم هي زوجته جعدة بنت الأشعث، ولكن هذا القول لم يثبت.

قال الذهبي في ذلك:”هذا شيء لا يصح، فمن الذي اطّلع عليه؟” (تاريخ الإسلام، عهد معاوية، ص 40).
وقال ابن كثير: “وعندي أن هذا ليس بصحيح” (البداية والنهاية، 8/44).

وبهذا تُختتم سيرة سبط رسول الله صلى الله عليه وسلم، الحسن بن علي، على مقامٍ من الحلم والفضل قلّ أن يجتمع في غيره. مات مظلومًا صابرًا، لا متعطشًا لدم، بل رافعًا راية الصلح فوق رايات السيوف.