التعريف بمعاوية بن أبي سفيان رضي الله عنه ومناقبه وفضائله
التعريف بمعاوية بن أبي سفيان رضي الله عنه ومناقبه وفضائله
معاوية بن أبي سفيان رضي الله عنه في سطور
معاوية بن أبي سفيان رضي الله عنهما من كبار الصحابة، وأحد الكُتّاب الذين كتبوا الوحي لرسول الله صلى الله عليه وسلم، وقد عُرف بالحكمة، وسعة الحيلة، وفهم طبائع الناس، حتى عُدَّ من أدهى العرب. أسلم في عمرة القضاء، ثم أظهر إسلامه في فتح مكة، وكان من الذين ثبتوا على الإسلام بعد وفاة النبي صلى الله عليه وسلم، فخدم الدولة في أكثر من موضع.
أزواجه وأولاده:
تزوج معاوية عدة نساء، وكان من أبرزهن:
ميسون بنت بحدل الكلبية، وهي أم يزيد بن معاوية، الذي تولى الخلافة بعده.
فاختة بنت قرظة المنافية، وقد أنجبت له: عبد الرحمن وعبد الله.
نائلة بنت عمارة الكلبية.
وقد كان له عدد من الأبناء، لكن يزيد كان أشهرهم وأكثرهم حضورًا في التاريخ السياسي للأمويين.
مناقبه وفضائله:
وردت أحاديث وآثار كثيرة في بيان فضل معاوية رضي الله عنه، ومن أبرزها:
ما رواه الترمذي عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال:
“اللهم اجعله هادياً مهدياً، واهدِ به”
(الترمذي، كتاب المناقب، حديث 4113).
وروى الإمام أحمد أن النبي صلى الله عليه وسلم دعا له قائلاً:
“اللهم علمه الكتاب والحساب، وقه العذاب”
(أحمد، 4/127).
ومن الشواهد البارزة على فضله ومكانته، ما رواه البخاري عن أم حرام بنت ملحان رضي الله عنها، أن النبي صلى الله عليه وسلم رأى في المنام قومًا من أمته يركبون البحر، فقال لها:
“أنتِ من الأولين”، فكانت أول من غزا البحر مع زوجها عبادة بن الصامت، وكان ذلك في جيش معاوية رضي الله عنه.
(صحيح البخاري، كتاب الجهاد، حديث 2800).
وقد أشار المهلب بن أبي صفرة الأندلسي، وهو من شراح البخاري، إلى أن هذا الحديث يدل على فضل معاوية، لأنه كان أول من ركب البحر في سبيل الله (فتح الباري، 6/120).
أقوال الأئمة فيه:
من أقوال الأئمة والسلف في فضل معاوية:
قال عبد الله بن المبارك حين سئل عنه:
“ماذا أقول في رجل قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: سمع الله لمن حمده، فقال معاوية خلفه: ربنا ولك الحمد؟”
(البداية والنهاية، 8/130).
ولما قيل له: من أفضل، معاوية أم عمر بن عبد العزيز؟
قال:
“لتراب دخل أنف معاوية مع رسول الله صلى الله عليه وسلم خير من عمر بن عبد العزيز”
(المصدر نفسه).
وقال المعافى بن عمران حين سئل السؤال ذاته:
“معاوية صاحب رسول الله، وصهره، وكاتبه، وأمينه على وحيه. كيف يُقارن برجل من التابعين؟”
(البداية والنهاية، 8/130).
وقال ابن أبي مليكة:
“قيل لابن عباس: إن معاوية لا يوتر إلا بواحدة. فقال: إنه فقيه”
(صحيح البخاري، مناقب الحسن والحسين، حديث 3765).
موقفه من الروم وصلابته السياسية
رُوي أن ملك الروم طمع في بلاد المسلمين أثناء انشغال معاوية بالخلاف مع علي رضي الله عنه، فكتب إليه معاوية كتابًا فيه:
“والله لئن لم تنته وترجع إلى بلادك يا لعين، لأصطلحن أنا وابن عمي عليك، ولأخرجنك من جميع بلادك”.
فلما قرأه ملك الروم، خاف وانكف، وطلب الهدنة (البداية والنهاية، 8/119).
وفاته
استمر معاوية بن أبي سفيان في الخلافة قرابة عشرين سنة، من سنة 41 هـ حتى وفاته في سنة 60 هـ. وقد ساد في عهده نوع من الاستقرار السياسي النسبي، مع توسعات بحرية وفتوحات خارجية، وكان لخبرته الإدارية وحسن تدبيره أثرٌ كبير في ذلك.