أهم الأحداث في خلافة معاوية بن أبي سفيان رضي الله عنه
أهم الأحداث في خلافة معاوية بن أبي سفيان رضي الله عنه
كانت خلافة معاوية رضي الله عنه فتحًا من نوع آخر على المسلمين، إذ وضعت حدًا للفوضى السياسية والصراع الداخلي الذي أعقب الفتنة الكبرى، وتوحّدت الكلمة على رجل واحد، فاستعاد المسلمون عافيتهم، وتوجهوا بقوتهم إلى ميادين الجهاد والفتوحات. وقد اتسم عهده – رغم تحوله من نمط الشورى إلى طابع الملك – بالاستقرار النسبي، والاهتمام بإدارة الدولة وتوسيع رقعة الإسلام.
توحيد الأمة وعودة الفتوحات
ما إن استتب الأمر لمعاوية بعد تنازل الحسن بن علي رضي الله عنه، حتى عادت راية الجهاد ترفرف، وعُرفت في عهده سياسة “الصوائف والشواتي”، أي الغزوات الموسمية في الصيف والشتاء نحو أراضي الروم. كما اتجهت أنظار الدولة إلى تقوية الجبهة البحرية، ودعم الأسطول الإسلامي.
أبرز الأعمال والإنجازات
إقامة دار لصناعة السفن في مصر سنة 54 هـ، مما عزز القوة البحرية الإسلامية في البحر الأبيض المتوسط، ومكّن من شن حملات بحرية منسقة.
غزو القسطنطينية سنة 50 هـ، وكان ذلك أول محاولة لفتح عاصمة الدولة البيزنطية.
عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:
“أول جيش من أمتي يغزون البحر قد أوجبوا، وأول جيش من أمتي يغزون مدينة قيصر مغفور لهم” (صحيح البخاري، كتاب الجهاد، حديث 2924).
ثم جدد معاوية المحاولة سنة 54 هـ، واستمر الحصار حتى سنة 57 هـ، مما يدل على إصرار الدولة الأموية على توجيه القوة نحو العدو الخارجي.
فتح مدن ومناطق جديدة في عهده مثل:
تكريت، رودس، بنزرت، سوسة، سجستان، قوهستان، وبلاد السند. وقد أسهمت هذه الفتوحات في توسيع رقعة الدولة الإسلامية شرقًا وغربًا.
بناء مدينة القيروان: بعث معاوية القائد عقبة بن نافع إلى إفريقية، فافتتحها، وأسس مدينة القيروان على أرض كانت موحشة مملوءة بالسباع والحيات.
قال ابن جرير الطبري: “فدعا الله عز وجل على ما فيها من الدواب، فخرجت حتى إن السباع كانت تحمل أولادها فرارًا” (تاريخ الطبري، 3/240).