مواقف الطاعنين على الصحابي الجليل خالد بن الوليد رضي الله عنه
مواقف الطاعنين على الصحابي الجليل خالد بن الوليد رضي الله عنه
قال صلى الله عليه وسلم: «لا تَسُبُّوا أصْحابِي؛ فلوْ أنَّ أحَدَكُمْ أنْفَقَ مِثْلَ أُحُدٍ ذَهَبًا ما بَلَغَ مُدَّ أحَدِهِمْ ولا نَصِيفَهُ»([1]).
ومع ذلك فقد دأب المخالفون على سب الصحابة، والطعن فيهم، والتقليل من شأنهم، معتمدين على روايات بعضها صحيح يأخذون منها ما يخدم هواهم، ويدَعون ما يرُدّ على شبههم، وبعضها ضعيف لا تقوم به حجة، وأغلبها قصص من نسج خيال الشيعة يتناقلونها بينهم، قاصدين التأثير على عوامهم، وإلهاب عواطفهم تجاه الصحابة بُغضًا، وتجاه أهل البيت تعصّبًا وغلوًّا…
وقبل إيراد الشبَه يجدر بنا أن نورد نصوصًا من كتب المخالفين الطاعنين في الصحابة رضي الله عنهم حول خالد رضي الله عنه تدلّ على عدائهم الكبير له، وحِقدهم الشديد عليه، بما يجعل أحكامهم عليه مردودة لعلَّة العداء الدافع للافتراء والكذب، وحقدهم عليه بسبب ما يعتقدون من عدائه لعلي وفاطمة رضي الله عنهم، وما تبع هذا العداء من تصرفات لا تليق بآل البيت حسب زعمهم، فقد قال الأميني: (خالد بن الوليد الزاني، الفاتك الهاتك صاحب المخازي والمخاريق)([24])، وقال المجلسي: (خالد بن الوليد من الملاعين)([2]).
ورووا كذبًا عن الصادق أنه قال في تفسير قوله تعالى: {وَاتْلُ عَلَيْهِمْ نَبَأَ الَّذِي آتَيْنَاهُ آيَاتِنَا فَانْسَلَخَ مِنْهَا فَأَتْبَعَهُ الشَّيْطَانُ فَكَانَ مِنَ الْغَاوِينَ} [الأعراف: 175]: (إنه خالد بن الوليد، فعل في الجاهلية ما فعل في أحُد وغيرها، فلما أسلم ونافق بذلك وارتد عن الإسلام سبى بني حنيفة في أيام أبي بكر، وأخذ أموالهم، وقتل مالك بن نويرة، واستحلّ نكاح زوجته بعد قتله، وأنكر عليه عمر بن الخطاب وتهدَّده وتوعَّده، وقال له: إن عشتَ إلى أيامي لأُقيدَنّك به، ولم يأخذ من نهب بني حنيفة شيئًا، وقال: إنهم مسلمون)([3]).
وقال صاحب كتاب (أبهى المداد): (خالد بن الوليد سيف الشيطان المسلول)([4]).
وفي حاشية نقد الرجال للتفريشي قال المعلق: (خالد بن الوليد لعنه الله تعالى، هو شرّ خلق الله، وكُفرُه أشهر من كفر إبليس)([5]).
هذه النصوص تكشف عن حقد عظيم في نفوس الطاعنين على الصحابة رضي الله عنهم، وهذا وحده كاف لردّ أي شبهة يوردونها عنه.
وفيما يلي نماذج من هذه الشبه ونقضُها بما يبين بُعدها عن الواقع والحقيقة.
الهامش:
([1]) أخرجه البخاري (3673)، ومسلم (6488).
([2]) الغدير (11/ 143).
([3]) رجال المجلسي (ص: 205).
([4]) نهج البيان عن كشف معاني القرآن (2/ 368)، والبرهان في تفسير القرآن (3/ 247).
([5]) أبهى المداد في شرح مؤتمر علماء بغداد (2/ 271).
([6]) حاشية نقد الرجال (2/ 190).