جهود أم المؤمنين (ميمونة بنت الحارث) رضي الله عنها في العلم والدعوة إلى الله
أم المؤمنين ميمونة بنت الحارث رضي الله عنها، كانت من الراويات العاقلات العالمات، نقلت للأمة أحاديث رسول الله ﷺ التي تتعلق بأحكام الدين والفقه، مما جعلها من المرجعيات النسائية البارزات في نقل السنة. كانت تلازم النبي ﷺ وتراقب أفعاله بدقة لتبلّغها بعده للناس، حرصًا منها على أن يصلهم الهدي النبوي كما رأته وسمعته.
ومن جليل ما نقلت رضي الله عنها ما وقع في يوم عرفة، إذ شك الناس في ذلك اليوم هل النبي ﷺ صائم أم مفطر وهو واقف بعرفة، فأرسلت إليه بحلاب من لبن، وهو واقف في الموقف الشريف، فشرب منه والناس ينظرون، فكان في فعله بيانٌ صريح بأنه ﷺ كان مفطرًا يوم عرفة، ليُعلِّم الأمة أن الصائم لا يصوم في هذا اليوم إذا كان حاجًّا1
كما روت ميمونة رضي الله عنها صفة غسل النبي ﷺ من الجنابة، فكانت من القلائل اللواتي نقلن بدقة تفاصيل هذا الفعل النبوي الذي يتعلق بالطهارة، وهي من أهم أبواب الفقه، قالت رضي الله عنها: «أدنيتُ لرسول الله ﷺ غُسلَه من الجنابة، فغسل يديه مرتين أو ثلاثًا، ثم أدخل يده في الإناء، ثم أفاض على فرجه وغسله بشماله…» إلى آخر الحديث الذي رواه الإمام مسلم2
لقد كانت ميمونة رضي الله عنها من الواعظات الناصحات للأمة، عُرفت بصدق الإيمان وحسن البلاغ، فرضي الله عنها وعن باقي أمهات المؤمنين، فقد حفظن للأمة سنة نبيها ﷺ قولًا وفعلاً، فكنّ سببًا في وصول العلم إلى الناس، وكنّ قدوةً في العبادة والتقوى والحياء.
الهوامش والتوثيق
صحيح مسلم، كتاب الصوم، باب صوم يوم عرفة، حديث رقم (1989).
صحيح مسلم، كتاب الحيض، باب صفة غسل الجنابة، حديث رقم (317).