كيف نقرأ تاريخ الصحابة وآل البيت رضي الله عنهم ؟

كيف نقرأ تاريخ الصحابة وآل البيت رضي الله عنهم ؟

1- لابد أن نقرأ تاريخ الصحابة وآل البيت رضي الله عنهم كما نقرأ أحاديث رسول الله صلى الله عليه وسلم، ونحن إذا أردنا أن نقرأالأحاديث؛ لابد لنا أن نتثبت من الخبر أثابت هو عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أم لا؟

2- ولن نستطيع أن نعرف صحة الخبر من بطلانه إلا بالنظر إلى الإسناد مع المتن؛ لأن أهل العلم اعتنوا بالحديث ورجاله، وتتبعوا أحاديثهم ومحصوها وحكموا عليها وبينوا الصحيح من الضعيف، وبالتالي نقيت هذه الأحاديث مما فيها، أو مما أدخل عليها من كذب أو تدليس أو ما شابه ذلك.

3- ولكن التاريخ يختلف، فتارة نجد كثيرا من رواياته ليس لها إسناد، وتارة أخرى نجد لها إسنادا ولكن قد لا نجد للرجال الذين في إسناد تلك الرواية ترجمة، ولا نجد أحدا من أهل العلم تكلم فيهم جرحا أو تعديلا، فيصعب علينا حينئذ أن نحكم على هذه الرواية؛ لأننا لا نعرف حال بعض رجال السند.

4- وقد يقول قائل: سيضيع علينا كثير من التاريخ بهذه الطريقة!
فنرد قائلين: لن يضيع الكثير كما تتصور؛ فإن كثيرا من روايات التاريخ التي نحتاجها حول تاريخ الصحابة وآل الببيت مذكورة بالأسانيد سواء كانت هذه الأسانيد في كتب التاريخ نفسها كتاريخ الطبري أو غيرها.

5- وإن عجزنا ولم نجد سندا؛ فعندنا أصل عام نتبعه، خاصة لما وقع في عهد الصحابةألا وهو ثناء الله تبارك وتعالى وثناء رسوله صلى الله عليه وسلم عليهم، فالأصل فيهم العدالة.

6- وكل رواية جاء فيها مطعن على أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم، ننظر في إسنادها:
– فإن كان صحيحا ينظر بعد ذلك في تأويل هذه الرواية، وفيما تدل عليه.
– وإن وجد أن السند ضعيف أو لم نجد لها سندا؛ فعندنا الأصل وهو عدالة أولئك القوم.

7- وقراءة تاريخ الصحابة وآل البيت لابدّ فيه من أصول عامة يرجع إليها، قال شيخ الإسلام: « لا بد أن يكون مع الإنسان أصول كلية ترد إليها الجزئيات؛ ليتكلم بعلم وعدل، ثم يعرف الجزئيات كيف وقعت وإلا فيبقى في كذب وجهل في الجزئيات، وجهل وظلم في الكليات، فيتولد فساد عظيم ».

8- للأسف؛ شغف الكثيرون في زماننا هذا بقراءة الكتب الحديثة التي ألفت في التاريخ، والتي تهتم بجمال القصة بغض النظر عن صحتها أو عدم صحتها:
ككتب (عباس العقاد )
أو كتب (خالد محمد خالد )
أو كتب ( طه حسين )
أو كتب ( جورجي زيدان النصراني )
أو غيرهم من المحدثين.

9- فهؤلاء عندما يتكلمون عن التاريخ يهتمون بالسياق وجمال القصة وحسن السبك، بغض النظر عما إذا كانت هذه القصة صحيحة أم لا، وبعضهم يقصد التشويه لحاجة في نفسه، المهم أن يقص عليك قصة جميلة.
وبالتالي: لابدّ من الرجوع إلى كتب التاريخ المحققة، وإلى المتخصصين في علم الحديث والرجال.

والحمد لله ربّ العالمين.