أحداث بيعة عليّ بن أبي طالب رضي الله عنه (3)

أحداث بيعة عليّ بن أبي طالب رضي الله عنه

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى وآله وصحبه ومن والاه، أما بعد:
فمما ذكره المحققون في أحداث بيعة علي رضي الله عنه بالخلافة ما يلي:
عن محمد بن الحنفية، وهو محمد بن علي بن أبي طالب رضي الله عنهما قال: أتى علي دار عثمان وقد قتل، فدخل إلى داره وأغلق بابه عليه، فأتاه الناس فضر بوا عليه الباب فقالوا: إن هذا الرجل قد قتل، ولابد للناس من خليفة، ولا نعلم أحدا أحق بها منك.
فقال لهم علي: لا تريدوني؛ فإني لكم وزير، خير لكم مني أمير. فقالوا: لا والله لا نعلم أحدا أحق بها منك، قال: فإن أبيتم علي فإن بيعتي لا تكون سرا، ولكن أخرج إلى المسجد فمن شاء أن يبايعني بايعني. فخرج إلى المسجد فبايعه الناس.

وبايعه المهاجرون والأنصار الذين كانوا في المدينة، وقيل: إنه تخلف عن بيعته بعض الصحابة كسعد بن أبي وقاص، وعبد الله بن عمر، ومحمد بن مسلمة وغيرهم، وقيل: إنه بويع من الجميع، وهذا هو المشهور، إنما تخلف سعد، وابن عمر، ومحمد بن مسلمة عن القتال معه، أما البيعة فقد بايعوه.

* قال عوف بن أبي جميلة: كنت عند الحسن البصري، وكان في المدينة عند مقتل عثمان، فذكروا أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم فقال ابن جوشن الغطفاني: يا أبا سعيد إنما زري بأبي موسى اتباعه علي، فغضب الحسن حتى تبين في وجهه فقال: فمن يتبع؟! قتل أمير المؤمنين مظلوما فعمد الناس إلى خيرهم فبايعوه فمن يتبع؟! حتى رددها مرارا.

وأهل السنة مجمعون على أن أفضل الصحابة بعد عثمان بن عفان رضي الله عنه هو علي بن أبي طالب رضي الله عنه.

* قال ابن تيمية رحمه الله: « المنصوص عند أحمد بن حنبل تبديع من توقف في خلافة علي، وقال: هو أضل من حمار أهله، وأمر بهجرانه »، فأهل السنة مجمعون على أن أفضل الصحابة بعد رسول الله أبو بكر، ثم عمر، ثم اختلفوا كما ذكرنا في عثمان وعلي، والجمهور على أن عثمان أفضل من علي، ثم اتفقوا بعد ذلك على أن علي بن أبي طالب رابع الخلفاء.