من أحداث خلافة عليّ رضي الله عنه: مقتل طلحة والزبير رضي الله عنهما

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن والاه، أما بعد :

فمن أحداث خلافة عليّ رضي الله عنه مقتل طلحة والزبير رضي الله عنهما، فقد قتل طلحة والزبير ومحمد بن طلحة، أما الزبير فلم يشارك في هذه المعركة ولا طلحة.
وذلك أنه يروى أن الزبير رضي الله عنه لما جاء إلى المعركة لقي علي بن أبي طالب فقال له علي: أتذكر أن الرسول صلى الله عليه وسلم قال: تقاتل عليا وأنت ظالم » فرجع الزبير في ذلك اليوم ولم يقاتل.
فالصحيح أنه لم يقاتل، ولكن هل وقع هذا بينه وبين علي؟
الله أعلم؟ لأنه ليس للرواية سند قوي ولكن هي المشهورة في كتب التاريخ.
والمشهور أكثر أن الزبير لم يشارك في هذه المعركة، وقتل الزبير غدرا على يد رجل يقال له ابن جرموز.

* وقتل طلحة بسهم غرب (بسهم غير مقصود )، والمشهور أن الذي رماه مروان بن الحكم أصابه في قدمه مكان إصابة قديمة فمات منها رضي الله تبارك وتعالى عنه، وهو يحاول منع الناس من القتال ولما انتهت هذه المعركة وقتل الكثير خاصة في الدفاع عن جمل عائشة لأنها كانت تمثل رمزا لهم فكانوا يستبسلون في الدفاع عنها.
ولذلك بمجرد أن سقط الجمل هدأت المعركة وانتهت، وانتصر علي بن أبي طالب رضي الله عنه. وإن كان الصحيح أنه لم ينتصر أحد، ولكن خسر الإسلام وخسر المسلمون في تلك المعركة.

بعد المعركة:
فلما انتهت المعركة صار علي رضي الله عنه يمر بين القتلى فوجد طلحة بن عبيد الله، فقال بعد أن أجلسه ومسح التراب عن وجهه:
عزيز علي أن أراك مجدلا تحت نجوم السماء أبا محمد.
وبكى علي رضي الله عنه، وقال: وددت أني مت قبل هذا بعشرين سنة.
* وكذلك رأى علي محمد بن طلحة فبكى، وكان محمد بن طلحة يلقب بـ « السجاد » من كثرة عبادته رضي الله تبارك وتعالى عنه.
وكل الصحابة بلا استثناء الذين شاركوا في هذه المعركة ندموا على ما وقع.
* وابن جرموز هذا دخل على علي ومعه سيف الزبير، يقول: قتلت الزبير، قتلت الزبير، فلما سمعه علي قال: « إن هذا السيف طالما فرج الكرب عن رسول الله صلى الله عليه وسلم »، ثم قال: « بشر قاتل ابن صفية بالنار »، ولم يأذن له بالدخول عليه.
ولما انتهت المعركة، أخذ علي رضي الله عنه أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها، وأرسلها معززة مكرمة إلى مدينة الرسول صلى الله عليه وسلم كما أمره صلى الله عليه وسلم.
عن علي قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: « سيكون بينك وبين عائشة أمر »، قال علي: فأنا أشقاهم يا رسول الله، قال: « لا، ولكن إذا كان ذلك فارددها إلى مأمنها » ففعل رضي الله عنه ما أمر به رسول الله صلى الله عليه وسلم.